نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 521
صاحبه، فقالت قولا شعرا في صفة الخيل على رويّ واحد، فقال امرؤ القيس في قصيدته:
خليليّ مرّا بي على أمّ جندب ... لتقضي حاجات الفؤاد المعذّب
للسّوط الهوب وللساق درة ... وللزّجر منه وقع أخرج متعب
وفي نقيضها قال علقمة:
فولّى على آثارهنّ بحاصب ... وغيبة شؤبوب من الشّد ملهب
فأدركهنّ ثانيا من عنانه ... تمرّ كمرّ الرائح المتحلّب
فحكمت لعلقمة على امرئ القيس، وقالت: أما أنت فحمدت نفسك بسوطك وزجرك ومريك إيّاها بساقك. وأما هو فإنه أدرك فرسه الطّريدة ثانيا من عنانه لم يمرّه بساق، ولم يضربه بسوط، ولم يزجره بنده، فقال امرؤ القيس: ما هو أشعر مني ولكنّك تعشقينه فطلّقها. وقال طفيل شعرا:
وللخيل أيام فمن يصطبر لها ... ويعرف لها أيّامها الخير يعقب
وقال مالك بن نويرة شعرا:
جزائي دوائي ذو الخمار وصنعتي ... بما بات مطويّا بنّي الأصاغر
رأى أنني لا بالقليل أهوره ... ولا أنا عنه بالمواساة ظاهر
أهوره: أي لا أظنّ القليل يكفيه، يقول: هو يهار بكذا ويهابه: أي يتهّم ويزن. قوله:
ولا أنا عنه ظاهر: من قولك: ظهرت لجاجة فلان إذا لم يعن بها. وقال عنترة لامرأة:
لا تذكري مهري وما أبليته ... فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
يعني: أنه إن آذته ضربها حتى يظهر عليها أثر الضّرب.
شعر:
إنّ الغبوق له وأنت مسوءة ... فتأوّهي ما شئت ثم تحوّبي
فذوقوا كما ذقنا غداة محجر ... من الغيظ في أكبادنا والتّحاوب
كذب العتيق وماء شن بارد ... إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي
إنّ الرجال لهم إليك وسيلة ... إن يأخذوك تكحّلي وتخضّبي
ويكون مركبك القعود ورجله ... وابن النّعامة يوم ذلك مركبي
وأنا امرؤ إن يأخذوني عنوة ... أقرن إلى شر الرّكاب وأجنب
وقد قال بعض الرواة: لم يكن قوم أشد عجبا بالخيل، ولا أعلم بها، ولا أصنع لها
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 521