نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 527
النّاشرات والمبشّرات والذّاريات والمرسلات، وأربع منها عذاب: القاصف والعاصف والعقيم والصّرصر.
وقال الحكماء: الجنوب ريح، ذكر سعد شرقي حار لاقح يقوّي السّحاب ويفجّر الأمطار، ويلقح الأشجار.
وقال؛ راح تمرّ به الصّبا ثم انتحى فيه شؤوب جنوب، منفجر ويسمّى الأرنب والنّعامي.
ويروى عن جعفر بن محمد أنّه قال: إنّ الجنوب تخرج من الجنة وتمر بالنّار فيصيبها وهجها، فما فيها من حرّ فمن ذاك، وهي ريح بروج الرّبيع، كما أنّ الشّمال ريح بروج الصّيف، وهي أبرد الرّياح.
ويروى عن جعفر بن محمد الشّمال: تمر بالجنّة جنّة عدن فتأخذ من طيب عرفها، فتمرّ بها على أرواح الأبرار والصّديقين. والدّبور تهيج الرياح وتثيرها وهي أشد الرّياح على ركاب البحر، ولا تهب إلا عاصفا، وهي التي أرسلت على قوم عاد.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدّبور» ، وهي ريح بروج الخريف. والصّبا لطيب نسيمها وهبوبها لقبت بريح العشّاق.
وقال ابن دمية:
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... فقد زادني مسراك وجدا على وجد
وقال امرؤ القيس:
إذا قامتا يضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريح القرنفل
وقال آخر:
أريد لأنسى ذكرها فيهيجني ... نسيم الصّبا من حيث ما يطلع الفجر
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها
[سورة الأحزاب، الآية: 9] هي الصّبا. وقالت العرب: عصف الجنوب في الخريف دليل النّقمة، وعصف الدّبور في الرّبيع دليل العذاب، وعصف الشّمال في الشّتاء دليل الوفاء، وعصف الصّبا في الصّيف دليل البؤس. وقيل في الدّبور: هي ريح بروج الشّتاء.
وقالت الحكماء: مهبّ الجنوب من مطلع الشّمس إلى زوالها، ومهبّ الشّمال من مطلع الشّمس إلى غروبها. ومهبّ الدّبور من مغرب الشّمس إلى شطر اللّيل. ومهبّ الصّبا من شطر اللّيل إلى طلوع الشّمس، لا تطلع هذه في هذه ولا هذه في هذه.
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 527