responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 57
فهو ورد اللّون في ازبئرار ... وكميت اللّون ما لم يزبئر
وقال الفراشية: تلوّن السّماء تلون الوردة من الخيل لأنّها تكون في الرّبيع إلى الصفرة، فإذا اشتدّ البرد كانت وردة حمراء، فإذا كانت بعد ذلك كانت وردة إلى الغبرة قال عبد بني الحسحاس شعرا:
فلو كنت وردا أحمرا لعشقتني ... ولكنّ ربّي شانني بسواديا
وقيل في الدّهان: إنها جلود حمر، وقيل: هي جمع دهن- أي تمور كالدّهن صافية، والشاهد لهذا قوله تعالى: يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً
[سورة الطور، الآية: 9] أي تتميع.
وقال تعالى: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ
[سورة المعارج، الآية: 8] وهو الصفّر المذاب، وكان التّشبيه وقع بالذّوب، فيكون المور والذّوب على طريقة واحدة، وقوله تعالى: يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ
[سورة الفرقان، الآية: 22] ، وقوله تعالى في سورة الرّحمن: عند ذكر وعيد الكفار، والإنذار من يوم الحشر، والمعاد وما يجري مجراه من الاقتصاص، والأمر بالعدل والإنصاف: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ*
[سورة الرحمن، الآية: 13] . سأل سائل: أي شيء في هذا من الآلاء حتى ذكره الله ممتنا به في جملة ما عدّده من صنوف النّعم، ووجوه القسم في الأولى والآخرة.
والجواب إن الله تعالى منعم في كل حال ومذكّر بما يزيد المتعبد استبصارا في الأمر الأولى ونفورا، وزهدا في الدّنيا، وواعظ بما يكون السّامع له أقرب إلى الطّاعة فيما يعمله من الاستطاعة، وإذا كان الأمر على هذا فنعمه على خلقه في الإنذار والإعذار مثل نعمه في التّبشير والتّحذير إذ كان الصّارف عن الشر بلطفه مثل الباعث على الخير بفضله، وقد توعّد الله جاحدي نعمه والمهملين لآياته ونذره بالخسف والرّجف والخزي الثّابت، والبعث المفاجئ، والمسخ المرصد والرّيح العاصف والزّلازل، والصّواعق بعد أن أمضى بها أو بأكثرها الحكم على من حقت عليه الكلمة فمن سعد ووعظ بغيره فأجاب حين دعي، وأدرك لما بصر ونفعته المهلة والإملاء، واستسعد بالإعادة، والإبداء ونبهه ضرب الأمثال والمبالغة في الإبلاغ.
ثم عرف حال أولئك المستمرين في الضّلالة والذّاهبين عن طريق الهداية ومصائر أحوالهم، فإنه إذا راجع نفسه درى عظم نعم الله عليه فيما وفقه، أو يسرّ أخذه به من العدول عن سلوك مناهجهم، وأوجب على نفسه شكرين (الأول) لاهتدائه، (والثّاني) لما زاده الله من الاستضاءة بنور الهدى وقربه من التقوى.، ألا ترى قوله تعالى: حاكيا عن أهل الجنة وقد استقروا في منازلهم منها: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ
[سورة الأعراف، الآية: 43] قوله تعالى: وَقُضِيَ الْأَمْرُ
[سورة البقرة، الآية: 210] نصف

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست