نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 114
وأما الأخوانية فهي ما يدور بين الأفراد في تعزية أو تهنئة أو توصية أو عتاب وشوق أو تحذير ووعيد إلى نحو ذلك مما يصور العواطف والصلات الخاصة بين الأفراد؛ لذلك كانت أدخل في الأدب وأقبل للتخييل، والصور البيانية، والصنعة البديعية، تحتمل الاقتباس من المنثور والمنظوم وتنافس الشعر في جل أغراضه، فالفرق بين النوعين يشبه الفرق بين الأدب العام والخاص، وكلا النوعين لا بد فيه من مراعاة الأصول[1] التي يجري عليها الناس فيما يتراسلون:
1- من ذلك الإطناب والإيجاز والمساواة حسب مقتضيات الأحوال فكتب المرءوسين مفصلة، وكتب الرؤساء موجزة حتى إنها تكون في بعض الأحوال توقيعًا، ومن أمثلة الإيجاز ما كتب به جعفر البرمكي إلى عامل شكال له: "قد كثر شاكوك وقل شاكروك فإما اعتدلت وإما اعتزلت".
2- ملاحظة الألقاب الخاصة بكل فرد، وكانوا قديمًا يكتبون: إلى ركن الإسلام والجناب الكريم والحضرة الطاهرة، أو إلى الحضرة السنية، وإلى عهد قريب كانوا يستعملون: صاحب العزة، أو صاحب السعادة أو الدولة، أو المقام الرفيع، أو حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم!! والآن يكتبون السيد فلان.
3- تنوع العبارة بين السهولة والجزالة حسب الموضوع، والمكتوب إليه؛ وقد تكون مسجوعة، موشاة بالبديع، فيها أبيات من الشعر وأمثال وحكم، ولكنها يجب أن تبرأ من التكلف والإغراب، ومن ذلك ما كتب بديع الزمان معتذرًا "يعز علي -أطال الله بقاء الرئيس- أن ينوب في خدمته قلمي عن قدمي، ويسعد برؤيته رسولي دون وصولي، ويرد مشرع الأنس به كتابي، قبل ركابي، ولكن ما الحيلة والعوائق جمة: [1] راجع الصناعتين للعسكري ص146.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 114