نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 117
أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع لله الحصينة، وجنته الوثيقة"[1].
3- والعرض هو العنصر الأساسي في الخطابة. يذكر فيه الخطيب آراءه مقسمة منسقة مؤيدة بالبراهين، ويرد على خصمه مفندًا آراءه معتمدًا دائمًا على حجج منطقية حاسمة أو خطابية مشهورة، مع مراعاة اللياقة والتجافي عن السباب ذاهبًا إلى الإقناع والتأثير، كما قال علي في هذه الخطبة: "ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلًا ونهارًا، سرًّا وإعلانًا، وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غُزِي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم حتى شُنت عليكم الغارات، ومُلِكت عليكم الأوطان".
4- والختام أو النتيجة هام لأنه تلخيص للموضوع، وتسجيل على السامعين واجتذاب لعواطفهم، ويجب أن يكون موجزًا واضحًا، قويًّا داعيًا إلى مذهب الخطيب، جامعًا لأهم عناصر الموضوع. كما ختم زياد خطبته البتراء بقوله: "وإذا رأيتموني أنفذ فيكم الأمر فأنفذوه على إذلاله وايم الله إن لي فيكم لصرعى كثيرة فليحذر كل امرئ منكم أن يكون من صرعاي"[2].
وأما أسلوب الخطابة -أو عباراتها اللفظية- فيقوم على طبيعة هذا الفن الذي يرمي إلى الإقناع والتأثير. لذلك كان لا بد فيه من البراهين العقلية لتحقيق الغاية الأولى، والانفعالات الوجدانية لتحقيق الغاية الثانية.
وهذه الخاصة وحدها تجعل أسلوب الخطابة منوّعًا يجمع بين تقرير الحقائق وإثارة العواطف، فيستخدم الفكر والوجدان وينفذ منهما إلى الإرادة يدفع بها إلى عمل من الأعمال. [1] المنتخب ج2 ص16. [2] نفس المرجع ص15.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 117