نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 142
ثانيًا: الخطابة
خطب علي بن أبي طالب في استنفار الناس إلى أهل الشام1:
"أفّ لكم! لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضًا وبالذل عن العز خلفًا؟ إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة ومن الذهول في سكرة، يرتج عليكم حواري فتعمهون[2]، فكأن قلوبكم مألوسة[3]، فأنتم لا تعقلون، ما أنتم لي ثقة سجيس الليالي[4]، ولا زوافر[5] عز يفتقر إليكم، وما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها، فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر، لبئس، لعمر الله، سعر[6] نار الحرب أنتم، تكادون ولا تكيدون، وتنتقص أطرافكم فلا تمتعضون، لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون.
أيها الناس، إن لي عليكم حقًّا، ولكم عليَّ حق، فأما حقكم عليّ فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم[7]، وتعليكم، كي لا تجهلوا. وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة عندما أدعوكم، والطاعة حين آمركم".
وخطب معاوية حين قدم المدينة عام الجماع[8]، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، فإني والله ما وليتها[9] بمحبة علمتها منكم، ولا مسرة بولايتي عليكم، ولكني جالدتكم بسيفي[10] هذه مجالدة، ولقد رضت[11] لكم
1 راجع المنتخب ج1، ص84-88. [2] يرتج: يغلق فلا تهتدون لفهمه. [3] مألوسة: مختلطة مضطربة. [4] طول الليال أي أبدا. [5] جمع زافرة، عشيرة الرجل أو ركن البناء. [6] الوقود. [7] الخراج وما يحويه بيت المال. [8] هو عام 41 وفيه صالح معاوية الحسن بن علي، على أن يبقى معاوية خليفة. [9] أي الخلافة. [10] أي ضاربتكم به. [11] ذللت.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 142