نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 144
وسدت مسامعه الشهوات[1]، واختار الفانية على الباقية؟ ولا تذكرون أنكم أحدثتم في الإسلام الحدث الذي لم تسبقوا إليه: من ترككم الضعيف يقهر ويؤخذ ماله ... إني رأيت آخر هذا الأمر[2] لا يصلح إلا بما صلح به أوله: لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، وأني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى[3]، والمقيم بالظاعن[4]، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصي، والصحيح منكم في نفسه بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول: انج سعد فقد هلك سعيد[5] أو تستقيم قناتكم[6] ... أيها الناس إنَّا أصبحنا لكم ساسة، وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفيء[7] الله الذي خولنا، فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا، ولكم علينا العدل فيما ولينا، فاستوجبوا عدلنا وفيئنا بمناصحتكم لنا، واعلموا أني مهما قصرت عنه فلن أقصر عن ثلاث: لست محتجبًا عن طالب حاجة منكم ولو أتاني طارقًا بليل، ولا حابسًا عطاء، ولا رزقًا عن إبانة، ولا مجمرًا[8] لكم بعثًا، فادعوا الله بالصلاح لأئمتكم، فإنهم ساستكم المؤدبون لكم، وكهفكم الذي إليه تأوون، ومتى يصلحوا تصلحوا، ولا تشربوا قلوبكم بغضهم، فيشتد لذلك غيظكم، ويطوله له حزنكم. [1] سار أسير شهواته. [2] الحكومة الإسلامية. [3] أعاقب السيد بذنب خادمه. [4] الظاعن: المسافر. [5] مثل يضرب في تتابع الشر. [6] القناة الرمح أو عود يشبهه والمراد أن يستقيموا في سلوككم. [7] الفيء: أموال الحرج. [8] تجمير الجند إبقاؤهم في عملهم وحبسهم في أرض العدو.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 144