نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 149
وإن أعوزهم الصدق مالوا إلى الكذاب، وإن حلم لهم الجد عرضوا باللعب، ومن علاماتهم قبح مقاماتهم، وإيراد ظلاماتهم موارد النصيحة لكبرائهم، ومن آياتهم كثرة جناياتهم على الفضلاء، وشدة حنقهم على من لم يخطرهم بباله، ولا يحطبهم في حباله[1]، فإذا انضاف إلى ضيق أكنافهم سعة آنافهم[2] وإلى قبح مقاماتهم صغر قاماتهم، وإلى خبث محضرهم خبث منظرهم، وإلى صعر خدودهم، غلظ جلودهم[3]، وإلى لين فقاحهم، غلظ ألواحهم، فذلك من أعلى القوم طبقة في السفال، وأبعدهم غاية في النكال، والذي فاوضني القاضي في معناه جلي في باب ما حكاه، لا يجمع هذه الخصال وقيادة، وينظم هذه الأوصاف وزيادة.
فلم يبعد الشيخ عن مثله أن يكذب؟ ألطهارة أصله، أم نجابة نسله، أم خشانة أهله، أم رجاحة عقله، أم ملاحة شكله، أم غزارة فضله؟
ولم يجوز علي ما حكاه؟ ألم يؤوني طريدًا، ويلمني حصيدً[4]، ويؤنسني وحيدًا، ويصطنعني[5] مبديًا ومعيدًا، وكان بقدري أنه إذا رآني أفعل شنيعًا، أو سمع أني ألفظ بمنكر لم يأل[6] في تحسين أمري فعل الوالد بولده جهته، ونظر المولى لصنيعه أقرب.
والآن إذا عاد الأمر إلى العتاب فهلم إلى الحساب؛ إن كنت أخللت بطرف [1] أي لم ينتصر لهم ويحميهم. [2] مطمع مع العجز. [3] التكبر مع الهون. [4] حصيد أي محصود مهمل. [5] يحسن إلي. [6] لم يقصر.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 149