نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 161
وغير فؤادي للغواني رمية ... وغير بناني للزجاج ركاب1
وتركنا لأطراف القنا كل شهوة ... فليس لنا إلا بهن لعاب2
فهذه الشخصية العجلة العنيفة، الطامحة المتعالية[3] قد جعلت الكلمات قوية متحركة، والتراكيب موجزة منوعة والعبارة منساقة بسرعة كالريح العصاف أو الموسيقى الصاخبة، أو السيل يجرف ما يصادفه لا يبالي كيف تكون النتيجة.
فالشعر عند البحتري فن التصوير والتعبير، وعند أبي تمام فن التفكير والتصوير والتعبير، وعند المتنبي فن الحكمة والمراسيم التي تلقى قضايا حاسمة لا مرد لها.
وتجد نحو ذلك بين جرير والفرزدق، وبين حافظ وشوقي، والعقاد والمازني ومطران والجارم؛ لكل ميزاته الشخصية فيما يقول.
2- وهؤلاء الكتاب الذين أشرنا إلى صفاتهم الشخصية في الفصل الماضي -الجاحظ، والبديع، وابن خلدون- وأوردنا شواهد من آثارهم يفترقون في التعبير كذلك.
فالجاحظ يتحرى دقة الألفاظ ليحسن الوصف، ويردد الجمل أو بعض عناصرها ليكمل معانيه ويؤكدها، ويلجأ إلى الازدواج والتقسيم الموسيقي دون التزام السجع، ويستخدم الاعتراض داعيًا أو محترسًا ويطنب ملحا وراء الأفكار والصور، ويكثر من المقابلة والتقسيم.
1 الرمي: ما يُرمى بالسهام، والبنان: أطرف الأصابع. والزجاج: كئوس الخمر.
2 القنا: عيدان الرماح، المفرد قناة، واللعاب: الملاعبة. [3] اقرأ عن شخصية المتنبي في الفصل السابق.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 161