نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 175
وجدته، وتوليد بعضه من بعض، لا يعنى بأن يلبسه كفاءة من اللفظ الكاشف الواضح، أو السلس العذب، أو القوي المتين، فيقع في التعقيد، أو الخشونة، أو الهجنة، أو التكلف الممقوت فيفسدون اللفظ ويبهمون المعنى.
وقد تورط في ذلك -من الشعراء- أبو تمام والمتنبي في بعض شعرهما، وكذلك ابن الرومي، ومن الكتاب، خلدون العالم والمؤرخ المشهور.
ونورد هنا بعض الأمثلة، من ذلك قول أبي تمام:
يتجنب الآثام ثم يخافها ... فكأنما حسناته آثام
ففي هذا البيت إضمار جعل معناه غامضًا على الرغم من محاولة الدلالة عليه بالشطر الثاني، وتقديره: أنه يتجنب الآثام فيكون قد أتى بحسنة، ثم يخاف تلك الحسنة، فكأنما حسناته آثام، وذلك من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَة} . وقوله:
وظلمت نفسك طالبًا إنصافها ... فعجبت مِن مظلومةٍ لم تُظلم
معنى ذلك أنك أكرهت نفسك على مشاق الأمور لنيل المجد، فهي إذًا مظلومة من حيث الوسيلة التي كابدتها، ولكنها منصفة من حيث الذكر الجميل والمجد المؤثل، فكانت مظلومة لم تُظلم، وذلك من قول السموءل:
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
وقول المتنبي يمدح علي بن حمد الطائي بسداد الرأي، والتفرد في ذلك:
فتى ألف جزء رأيه في زمانه ... أقل جزيء بعضه الرأي أجمع
نظام البيت كما يلي: هو فتى رأيه في زمانه ألف جزيء، وأقل جزيء منه، بعضه هو كل ما عند الناس من الرأي.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 175