نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 177
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} .
وقول جرير:
تمنى رجال من تميم منيتي ... وما ذاد عن أحسابهم ذائد مثلي
فلو شاء قومي كان حلمي فيهم ... وكان على جهال أعدائهم جهلي
وفي الإيجاز قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة} وقول أمرئ القيس:
فلو أنها نفس تموت سوية ... ولكنها نفس تساقط أنفسا
والمراد لو أنها نفس تموت موتة واحدة لهان الأمر، ولكنها نفس تموت موتات، وفي الإطناب قوله تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ففائدة ذكر الصدور هنا أنه قد علم أن العمى مكانه البصر حقيقة، واستعماله في القلب غير متعارف فلا بد من زيادة التقرير ليعرف أن العمى الحقيقي في القلب لا العين، وقول البحتري:
تردد في خلقي سؤدد ... سماحًا مرجى وبأسًا مهيبًا
فكالسيف إن جئته صارخًا ... وكالبحر إن جئته مستثيبا
فالبيت الثاني يدل على معنى الأول إلا أن فيه زيادة بيانية تفيد تخييلًا وتصويرًا.
ولكننا نشير هنا إلى هذه الأوصاف من ناحيتها العامة التي تبدو في العبارة اللفظية لمقال، أو خطبة، أو رسالة، أو وصف، أو قصيدة، وفي مقدار ما يصل بينها وبين الأغراض المعاني كلها مجتمعة، فمن الكتاب من يؤثر الإيجاز حتى يصل إلى التوقيعات والإشارات، ومنهم من يسهب ويطيل كما في الخطب والمقالات الصحفية غالبًا، ومنهم من يساوي، ويغلب ذلك في الرسائل والمقالات
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 177