نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 189
فلو كان غيثًا لعم البلاد
ولو كان سيفًا لكان الأجل
ولو كان يُعطى على قدره
لأغنى النفوس وأفنى الأمل
3- ومما يساعد وضوح الفكرة استعمال الكلمات المتقابلة المتضادة المعاني؛ إذ كانت مقابلة الأضداد مما يزيد في كل بيان خواصه، وشرط ذلك عدم الغلو فيه، وإلا عاد صنعه بديعية تفسد الأسلوب كقولك: طول النهار من قصر الليل، لا نقض ولا إبرام، والورد والصدر، العقل في الحياة كدفة السفينة، والعاطفة شراعها، وكقول البحتري:
متى أرت الدنيا نباهة خاملٍ ... فلا ترقب إلا خمول نبيه
4- البعد عن الغريب الوحشي، والعمد إلى لغة الناس وما يستطيعون إدراكه، وذلك يختلف باختلاف العصور وطبقات الناس. فلكل ألفاظ ومستوى أليق به. وعكس ذلك حيلولة بين المعنى والقراء أو السامعين. ولكل مقام مقال، ومن ذلك ما قاله رجل من أهل خراسان للخليفة المهدي[1]: "أطال الله بقاء أمير المؤمنين، إنا قوم نأينا عن العرب، وشغلتنا الحروب عن الخطب، وأمير المؤمنين يعلم طاعتنا وما فيه مصلحتنا، فيكتفي منا باليسير عن الكثير، ويقتصر على ما في الضمير دون التفسير" وقال الشاعر:
حلال لليلى أن تروع فؤاده ... بهجر ومغفور لليلى ذنوبها
تطلع من نفسي لليلى نوازع ... عوارف أن اليأس منها نصيبها
وزالت زوال الشمس عن مستقرها ... فمن مخبري في أي أرض غروبها؟
وإذا أردت أمثلة للإغراب فارجع إلى الصناعتين[2]. [1] الصناعتين 140. [2] ص26.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 189