responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 52
والعبارات وصاغ منها الأسلوب العقلي الخالص، والثاني تجافى عن الحقائق التفصيلية الدقيقة كالأعداد والمقاييس ووقف عند رءوس الأفكار وأهمها، ثم تصورها أشياء جميلة لإعجابه بها، وصورها بخياله فكانت جميلة مؤثرة، فالشمس دينار مضروب وساعة معلقة عقربها الليل والنهار، وهي كتاب الزمن ومهده وأمه، وهذا الأصيل ذهب من مناجم الشمس والشفق سائل من محاجمها ... إلى غير ذلك مما نفصله بعد، وبذلك نقول: إن الأسلوب الأدبي ينحل إلى عناصر ثلاث: الأفكار والصور والعبارات، وكذلك يكون الاختيار الذي يتناول الأفكار والصور والعبارات عملًا أسلوبيًّا، هو طريقة الصياغة التي تتصرف في تلك العناصر بما تراه أليق بموضوع الكلام.
فإذا كان الفن شعرًا كقول حافظ إبراهيم في الشمس:
لاحَ منها حاجبٌ للناظرين ... فَنسُوا بالليل وضّاع الجبين
ومحت آيتُها آيتُه ... وتبدَّت فتنة للعالمين
هي أم النار والنور معا ... هي أمَّ الريح والماء المعين
هي طَلعُ الروض نورًا وجنَى ... هي نشر الورد طيب الياسمين
هي موتٌ وحياة للورى ... وضلالٌ وهدى للغابرين1
لاحظت الوزن والقافية يلزمان الشعر فوق هذه العناصر التي ذكرت في الأسلوب الأدبي والتي سنجد أنها في بيان النظم تختص بميزات فنية نشرحها في الكلام على أنواع الأساليب.
وهناك عنصر العاطفة الذي يعد في الأدب الدافع المباشر إلى القول وروحه، وهذا العنصر هام إلى درجة أنه احتاج غالبًا، لأجل أدائه، إلى الخيال الذي هو لغة العاطفة ووسيلة تصويرها من ناحية الأديب، وبعثها في نفس القارئين، فالعاطفة في الأدب عنصر أسلوبي يُحسّ دون أن يشرح أو يعرض عرضًا مباشرًا صريحًا

1 الديوان ج1 ص207 وضاح الجبين: القمر.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست