نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 76
إذا ما أعرنا سيدًا من قبيلةٍ ... ذرا منبر صلى علينا وسلما
وإنا لقوم ما تزال جيادنا ... تاسور ملكا أو تناهب مغنما
فأسمعك هذا الصخب العالي الذي يصور الاعتزاز بالقبيل، كما يصور العنف والتحفز، ويبعث الرهبة في النفوس، وذلك هو ما في نفس الشاعر من انفعال قد طبع العبارة بطابعه أو -على الأصح- خلقها وألفها على وفقه ومثاله، فكانت صداه الصادق، وثوبه اللائق، ولغته الطبيعية الجميلة، وبشار نفسه هو القائل ينسب بمن تدعى "عبدة":
لم يطل ليلي ولكن لم أنم ... ونفى عني الكرى طيف ألم
وإذا قلت لها: جودي لنا ... خرجت بالصمت عن لا ونعم
رفهي يا عبد عني واعلمي ... أنني يا عبد من لحم ودم
إن في بردي جسما ناحلا ... لو توكأت عليه لانهدم
فتحس هنا نفسا متألمة ذليلة تترضى أخرى أقوى منها وأشد، فلان الأسلوب لذلك ورق، وكأنك ترهب بشارًا وتفر منه أولًا، ثم ترق له وتعطف عليه ثانيًا وهو القائل:
هل تعلمين وراء الحب منزلة ... تدنى إليك فإن الحب أقصاني
يقول ابن الأثير: "الألفاظ تنقسم في الاستعمال إلى جزلة ورقيقة، ولكل منها موضع يحسن استعماله فيه؛ فالجزل منها يستعمل في وصف مواقف الحروب، وفي قوارع التهديد والتخويف وأشباه ذلك، وأما الرقيق منها فإنه يستعمل في وصف الأشواق وذكر أيام البعاد، وفي استجلاب المودات وملاينات الاستعطاف وأشباه ذلك"[1] وربما كانت الدقة العلمية تقتضي أن يعكس الوضع فيقول: إن مواقف الحروب تنتج أسلوبًا ذا ألفاظ جزلة، والأشواق تنشئ أسلوبًا ذا ألفاظ [1] المثل السائر ص65.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 76