responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 82
ولما لقينا عصبة تغلبية ... يقودون جردًا للمنية ضمرا1
سقيناهم كأسًا سقونا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا2
هذه الأبيات على إنصافها، تخيل إليك اصطدام القسي والرماح وملاقاة الفرسان والأقران، وتساقي المنون، والثبات في مواطن الهلاك كأنك تسمع قعقعة السلاح وتشهد مطاردة المقاتلين ومصارع المقتولين ذلك لجزالة الأسلوب وحسن تصويره ما وراءه من عواطف وأفكار فكان عبارات قوية لموضوع قوي.
4- ولبحور الشعر وأوزانه أثر في الأداء وفي قوة الأسلوب وموسيقى العبارة، فقد لوحظ مثلا، أن الطويل[3] يتسع للفخر والحماسة ومنه القطعة الثانية وقصيدة السموءل المشهورة:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عِرضُه ... فكل رداء يرتديه جميل
وأن الوافر[4] ألين البحور يشتد إذا شددته ويرق إذا رققته، وأكثر ما يجود به النظم في الفخر ومنه القطعة الأولى[5] وقصيدة عمرو بن كلثوم التي يقول فيها:
ملأنا البر حتى ضاق عنا ... وماء البحر نملؤه سفينا
ويمكنك أن تقيس على الحماسة سائر الفنون القوية التي لم يستع المجال هنا للخوض فيها وتمثيلها، كالوعيد، والسخط، والطموح وما إليها.

1 الجرد: الخيل لا رجالة فيها، ضمر: قليلة اللحم.
2 الكأس هنا الموت وأسبابه فكلا الجيشين أبلى في حرب الآخر، وفي البيت اعتراف للعدو بالصبر على مكاره الحروب.
[3] وزن فعولن مفاعيلن أربع مرات.
[4] وزن مفاعلتن ست مرات.
[5] راجع مقدمة الإلياذة ص89.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست