نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 84
رثته فإذا الرثاء نوع من النسيب، تلم فيه بالفضائل التي كانت تعشقها في الرجل أو تعشق الرجل من أجلها[1].
2- وعلى أية حال فأسلوب الغزل يمتاز على العموم بالرقة واللين والسهولة في غير ابتذال ما دام عبارة عن هذه العاطفة الرقيقة، ولن تخرجه الشكوى أو الثورة عن رقته وعذوبته لأن مداره الأول إلف النساء، والتعلق بهن، وخضوع النفس لداعي المحبة والغرام؛ فالكلمات رقيقة، خفيفة، عذبة تحكي نوازع نفسية رقيقة، كالشوق، والدلال، والفتنة، والهيام. أو حادة مقبولة كالصد، والجوى، والسهاد لأن هذه الألفاظ جاءت في الأصل مشربة هذه المعاني.
والصور كذلك مشتقة من الشمس المشرقة، والبدر السافر، والأزهار الناضرة، والبلابل الغريدة، أو من الهجر القاتل، والنار المضطرمة، والحرقة الممضة، أو من اللهو الحلو والعبث السخيف، والجمل سهلة بسيطة، لا تعقيد ولا إغراب. وبخاصة في هذا الغزل الصادق الذي لم يصدر عن القلب فلا يعوزه صنعه ولا يتوارى خلف التراكيب، وعبارة النسيب تتمثل في الموسيقى الجميلة.
يقول القاضي الجرجاني: "وترى رقة الشعر أكثر ما تأتيك من قبل العاشق المتيم. والغزل المتهالك فإن اتفقت لك الدماثة والصبابة. وانضاف الطبع إلى الغزل فقد جمعت لك الرقة من أطرافها"[2].
يقول العباس بن الأحنف:
وإني ليرضيني قليل نوالكم ... وإن كنت لا أرضى لكم بقليل
بحرمة ما قد كان بيني وبينكم ... من الود إلا عدتمو بحميل [1] راجع في ذلك ديوان أنيس الجليس، والشاعرات العربيات في الجاهلية والإسلام، جمع وترتيب بشير يموث. [2] الوساطة ص23.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 84