فغاظني قوله وطنزه وجعلت أفكر أي شيء أعمل به، ثم قال: بحياتي يا أبا علي، أخبرني من الذي يقول هذا:
بت في درعها وبات رفيقي ... خائف القلب طاهر الأطراف
فقلت مجيباً:
من له في حر أمه ألف قرن ... قد أنافت على علو مناف
وجعلت أثب عليه، وأشتمه، فقال لي: يا أحمق! منزلي دخلت، ومنديلي بعت، ودراهمي أنفقت، فأي شيء حردك يا أحمق، يا قواد؟! قلت: مهما كذبت فيه من شيء، فما كذبت في الحمق والقيادة!، وخرجت فهجرته، ثم صالحته.