نام کتاب : الإمتاع والمؤانسة نویسنده : أبو حيّان التوحيدي جلد : 1 صفحه : 274
ولا طرب ابن العوذيّ إذا سمع غناء ترف الصابئة في صوتها، عند نشاطها ومرحها، وهواها حاضر، وطرفها إليه ناظر:
لبّ الهوى كلّما دعاكا ... ولاح في الحبّ من لحاكا
من لام في الحبّ أو نهاكا ... فزده في غيّك انهماكا
إن لم تكن في الهوى كذاكا ... نال لذّاته سواكا
ولا طرب المعلّم غلام الحصريّ شيخ الصّوفية إذا سمع ابن بهلول يغني في رحبة المسجد بعد الجمعة وقد خفّ الزحام:
وقال لي العذول تسلّ عنها ... فقلت له: أتدري ما تقول؟
هي النفس التي لابدّ منها ... فكيف أزول عنها أو أحول؟
ولا طرب ابن الغازي على جارية العمّيّ في مجلسها الغاصّ بنبلاء الناس بين السّورين «1» :
يلحى، ولو أرّقه ميعاد ... أو راعه الإعراض والإبعاد
أو هرّه الأعداء والحسّاد ... أو سلقته الألسن الحداد
ما لام من ليس له فؤاد
ولا طرب ابن صبر القاضي قبل القضاء على غناء درّة جارية أبي بكر الجرّاحيّ في درب الزعفرانيّ التي لا تقعد في السّنة إلّا في رجب، إذا غنّت:
لست أنسى تلك الزّيارة لمّا ... طرقتنا وأقبلت تتثنّى
طرقت ظبية الرّصافة ليلا ... فهي أحلى من جسّ عودا وغنّى
كم ليال بتنا نلذّ ولهو ... ونسقّى شرابنا ونغنّى
هجرتنا فما إليها سبيل ... غير أنّا نقول: كانت وكنّا
وإذا بلغت «كانت وكنّا» رأيت الجيب مشقوقا، والذّيل مخروقا، والدّمع منهملا، والبال منخذلا، ومكتوم السّرّ في الهوى باديا، ودليل العشق على صاحبه مناديا.
ولا طرب ابن حجّاج الشاعر على غناء قنوة البصرية، وهي جارته وعشيقته، وله معها أحاديث، ومع زوجها أعاجيب، وهناك مكايدات، ورمي ومعايرات، وإفشاء نكات، إذا أنشدت:
يا ليتني أحيا بقربهمو ... فإذا فقدتهم انقضى عمري
نام کتاب : الإمتاع والمؤانسة نویسنده : أبو حيّان التوحيدي جلد : 1 صفحه : 274