نام کتاب : الإمتاع والمؤانسة نویسنده : أبو حيّان التوحيدي جلد : 1 صفحه : 317
كدمة. وأمّا هذا فقرزعة، إذا لقي جائعا أشبعه، وإذا لقي قرنا جعجعه، وقد خاب جيش لا يغزو معه. وأمّا هذا فطفيل، غضبه حين يغضب ويل، ورضاه حين يرضى سيل، ولم تحمل مثله على ظهرها إبل ولا خيل، وأمّا هذا فشمر، ليس في أهله بالشّحيح القتر، ولا المسرف البطر، ولا يخدع الحيّ إذا اؤتمر «1» . وأمّا هذا فدفيف، قاري الضّيف، ومغمد السّيف، ومعيل الشّتاء والصّيف، وأمّا هذا فنئض، أسنت الحيّ فمرض، فعدل مرضه عندهم إسناتهم (أي قحطهم) ، فقاموا عليه «2» فأوسعهم دقيقا ولحما غريضا، ومسكا رميضا، وكساهم ثيابا بيضا، وأمّا هذا فمالك، حاميتنا إذا غزونا، ومطعهم ولداننا إذا شتونا، ودافع كلّ كريهة إذا عدت علينا. فدفعت العسّ إلى مالك، فكان سيّدهم.
بشّرت امرأة زوجها بأنّ ابنها منه قد اتّغر «3» ، فقال: أتبشّرينني بعدوّ الخبز، اذهبي إلى أهلك.
قال الشاعر:
من يشتري منّي أبا زين ... بكر بن نطّاح بفلسين
كأنّما الآكل من خبزه ... يقلع منه شحمة العين
وأنشد غليّم من بني دبير:
يابن الكرام حسبا ونائلا ... حقّا أقول لا أقول باطلا
إليك أشكو الدّهر والزّلازلا ... وكلّ عام نقّح الحمائلا
التّنقيح: القشر، أي قشروا حمائل سيوفهم فباعوها لشدّة زمانهم. وأنشد:
سلا أمّ عبّاد الرّيح أعصفت ... وجلّل أطراف الرّعان قتامها
وجفّت بقايا الطّرق إلّا نضيّة ... يصدّ الأشافي والمواسي سنامها
وضمّ إليّ الليل منزل رفقة ... ترامت بهم طخياء داج ظلامها
تكاد الصّبا تهتزّهم من ثيابهم ... شديدا بأرياط الرّجال اعتصامها
لقد علمت أنّي مفيد ومتلف ... ومطعم أيّام يحبّ طعامها
وقال آخر:
إنّ بني غاضرة الكراما ... إنّ يقم الضّيف بهم أعواما
يكن قراه اللّحم والسّناما ... أو يصبح الدهر لهم غلاما
يكن ظريفا وجهه كراما
نام کتاب : الإمتاع والمؤانسة نویسنده : أبو حيّان التوحيدي جلد : 1 صفحه : 317