فقد رأيناه يكتب إلى وزيره يعزّيه بوفاة ابن له [58] . ولا بدّ أن يكون ذلك قد حدث- كما قلت- قبل السنة المذكورة، لأن أبا علي بن إلياس كان قد فرّ من كرمان إلى بخارى- حاضرة ملك السامانيين- ولأن عضد الدولة استولى على كرمان سنة 357 هـ وأقطعها ولده أبا الفوارس الملقّب- بعد ذلك- بشرف الدولة [59] .
وفي هذه المرحلة من حياته- وقد امتحن صحبة رجال الدولة السامانيّة- بدأ يمدّ بصره إلى صحبة البويهيين، فقد اتصل- على ما يبدو- بركن الدولة البويهيّ، فرأيناه يكتب رسالة إلى حاجبه بالريّ مرّة [60] ، وإلى كاتبه أبي قاسم بعد عزله مرّة أخرى [61] . ثم رأيناه يرثي ركن الدولة نفسه بعد وفاته سنة 366 هـ[62] . ولعل ابن كاملة- وهو ابن أخت ركن الدولة-[63] هو الذي أوصله إلى خاله، فقد وصفه أبوبكر- بأنّه صديق شبيبة [64] .
ولعلّ من آثار علاقته بركن الدولة البويهيّ أن كانت له علاقة [58] ينظر رسائله: 205- 206. [59] ينظر الكامل 7: 27- 28. [60] ينظر رسائله: 97. [61] ينظر السابق: 116- 117. [62] تنظر قصيدته في اليتيمة 4: 226- 227. [63] ينظر تجارب الأمم 6: 176. [64] ينظر رسائله: 203 وفيها أنه نادمه وهو مقتبل الشباب، حدث الأتراب.