وطبرستان يطرد عنها صاحبهما قابوس بن وشمكير- ممدوح أبي بكر أيام منفى قابوس- ورأيت أبابكر في خراسان يكتب إلى الصاحب بن عبّاد- وكان على ما يبدو في حملة عضد الدولة- كتابا يعرض فيه نفسه مجاملة للقتال مع الصاحب [86] ، ولأن عضد الدولة مات بعد هذه الحملة في سنة 372 هـ. أمّا لماذا لم يكتب إلى عضد الدولة نفسه؟ فلعلّ الخلطة لم تبلغ بينهما- وذلك أمر طبيعي- ما بلغته بين الصاحب وبينه.
وفي هذه المرحلة من حياته- بعد إذ أغناه عضد الدولة- تفرّغ للتدريس تفرّغا لم يكن من الغريب معه أن يستخلف أحد العلماء الذين يثق بهم على درسه إذا غاب، فقد استخلف ذات مرّة أستاذ الواحديّ: أبا الفضل العروضي [87] . على أن هذا التفرّغ لم يكن ليمنعه من الانصراف إلى شؤون حياته الخاصة، وإلى لهوه، فكان يقضي «أيّامه بين مجالس الدرس ومجالس الأنس» [88] .
وإذ توفي عضد الدولة بقيت علاقته بآل بويه وثيقة فقد رأيناه في سنة 373 هـ يرثي مؤيّد الدولة ويهنّيء فخر الدولة الذي ولي الملك [86] ينظر رسائله: 75- 77. [87] ينظر معجم الأدباء 5: 99، وأبو الفضل من العلماء باللغة، توفي سنة 414 هـ أو بعدها ومن كتبه: المستدرك على ابن جني فيما شرحه من شعر المتنبي. ينظر رائد الدراسة عن المتنبي: 65- 66. [88] اليتيمة 4: 208.