والمرآة مفعلة من الرؤية «1» وقول الاحنف.
لشتّان ما بين المقامين تارة ... نضارا وطورا غدرة يستقيلها
يعنى اختلاف قول عائشة فى عثمان رضى الله عنه.
أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى عن أبى مخنف عن كبير بن أبى اسماعيل عن عمر بن بشير عن عمته أم زيد قالت: كنت مع عائشة- رضى الله عنها- بمكة، فأتاها ان عثمان قتل، فقالت: أبعده الله بما قدمت يداه، يا معشر قريش لا يشأمنكم عثمان كما شأم أحمر ثمود قومه، ان أحق بهذا الامر ذو الاصبع.
ثم أتاها أن عليا رضى الله عنه استخلف، فقالت: تعسوا، لا تؤمروا بنى تميم أبدا، يأيها الناس، ان عثمان قتل مظلوما، وان عليا أخذ الامر بغير شورى، والله لا نرضى لنقاتلنه، فقالت أم سلمة: يأيها الناس، ان عثمان قتل، وان الناس ولوا عليا خير من تعلمون، وقد بايعنا فبايعوا عليا، وكان الاحنف يميل الى أمير المؤمنين على- عليه السلام- أيام الجمل، فاعتزل فى بنى سعد يمنعهم عن قتاله، وما روى عنه فى على الا واحدة.
أخبرنا أبو القاسم قال: حدثنا العقدى قال: حدثنا أبو جعفر قال: حدثنا أبو الحسن المدائنى عن مشيخة بن تميم ان الاحنف لم يتعلق عليه الا ست خصال، قوله فى أمر الزبير حين قيل له: هذا الزبير قد مر آنفا فقال: (ما اصنع به؟ وقد جمع بين جيشين عظيمين يقتل بعضهم بعضا، وها هو ذا صار الى منزله سالما) «2» واتبعه ابن جرموز فقتله، فقال الناس: الاحنف