ألقيت كاسبهم فى قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر
ما آثروك بها اذ قدّموك لها ... لكن لأنفسهم كانت بك الأثر «1»
فأخرجه عمر، وجلس على كرسى، وأخذ شفرة وأوهمه أنه يريد قطع لسانه، فصاح وقال: إنى يا أمير المؤمنين، والله قد هجوت أمى وأبى ونفسى وامرأتى، فتبسم عمر وقال: ما الذى قلت؟ لابى وأمى:
ولقد رأيتك فى النّساء فسؤتنى ... وأبا بنيك «2» فساءنى فى المجلس
وقلت أيضا: «3»
تنحّى فاجلسى منّى بعيدا ... أراح الله منك العالمين
ولم أظهر لك البعضاء منّى ... ولكن لا أخالك تعقلين
أغربا لا اذا استودعت سرّا ... وكانونا على المتحدّثين
وقد أخذ هذا المعنى من كعب بن زهير حيث يقول:
ولا تمسّك بالوعد الّذى وعدت ... الا كما يمسك الماء الغرابيل