فولوها من رأيتم، ونقمتم على الحمى، «1» وانى نظرت فعلمت ان المسلمين لا يستغنون عن ابل تكون معدة للنائبة تنوب، ولامر يحدث، فحميت الحمى، وانى أشهدكم أنى قد أبحته، ونقمتم على أنى آويت الحكم بن أبى العاص، وكان النبى- صلّى الله عليه وسلم- يقبل توبة الكافر، وان الحكم تاب، فقبلت توبته، ولو كان بينه وبين ابى بكر وعمر من الرحم ما بينى وبينه لآوياه، ونقمتم على أنى أعطيت من مال الله، والله ما أخذت من مال الله درهما واحدا، أكذاك يا طلحة؟ قال نعم.
وذلك فى قدمة قدمها معاوية، وهو حاضر، فقال: يا معشر المهاجرين، قد علمتم أنه ليس منكم رجل الا وقد كان فى قومه من يقطع الامور عليه، حتى بعث الله رسوله، فسبقتم اليه، وابطأوا عنه، فسدتم عشائركم، حتى أنه ليقال بنو فلان ورهط فلان، وان هذا الامر فيكم ما استقمتم، فإن تركتم شيخنا هذا يموت على فراشه والا دخل فيكم غيركم، فقال على:- عليه السلام- ما أنت وذاك يا ابن اللخناء «2» ؟ فقال معاوية: مهلا أبا الحسن عن ذكر أمى، وكانت بأحسن نسائكم، ولقد أسلمت فأتت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فبايعت، فصافحها، وما رأيته صافح امرأة غيرها، فقام على ليخرج مغضبا، فقال عثمان: اجلس فقال: لا أجلس، فقال: عزمت عليك لتجلسن، فأبى وولى، وأخذ عثمان بطرف ردائه، فترك الرداء وخرج، فاتبعه عثمان بصره، فقال: والله لا تصل اليك ولا الى أحد من ولدك، قال: فتعجبت فى نفسى مما آلى عثمان، «3» فذكرته لسعد بن أبى وقاص، فقال: لا تعجب فإنى سمعت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- يقول: ليست لعلى، ولا لاحد من ولده، فانى لفى المسجد يوما وعلى وطلحة والزبير جلوس، اذ طلع معاوية، فتواصوا