ألا تبكى وما ظلمت قريش ... بأعوال البكاء على فتاها
ولو سئلت دمشق وأرض حمص ... وبصرى من أباح لكم قراها
فسيف الله أدخلها المنايا ... وهدّم حصنها وحمى حماها
فأسكنها معاوية بن حرب ... وكانت أرضه أرضا سواها
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن سعيد بن عامر عن جورية ابن أسماء قال: لما أراد «1» لبيعة ليزيد كتب الى مروان وهو على المدينة فقرأ كتابه على الناس فقال: ان أمير المؤمنين قد كبر سنه، ورق عظمه، وخاف أن يأتيه أمر الله، فيدع الناس حيارى كالغنم، لا راعى لها، فأحب أن يعلم علما، ويقيم إماما بعده، فقيل: وفق الله أمير المؤمنين وسدده فليفعل، فكتب مروان اليه بذلك، فكتب، ان سم يزيد، فسماه، فقال عبد الرحمن بن أبى بكر، كذبت والله وكذب معاوية، لا يكون ذلك أبدا، أشبه الروم؟ كلما مات هرقل، قام هرقل، «2» فقال مروان: هذا الذى قال الله فيه: وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما
«3» الآية فأنكرت عائشة عليه ذلك، وكتب مروان الى معاوية بذلك، فأقبل، فلما دنا من المدينة استقبله أهلها، فيهم عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، والحسين بن على، (رضى الله عنهم) وعبد الرحمن بن أبى بكر، فلما رآهم سبهم واحدا واحدا، «4» ودخل المدينة،