عددا، حتى كان من أمر سمير ما كان اخبرنا هذا الخبر أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن خالد بن عبد العزيز الثقفى عن أشياخه.
أول من شدد فى أمر العيار
وأول من شدد فى أمر العيار يوسف بن عمر، أمر الا يضرب درهم بنقص حبة، «1»
فما فوقها، ثم امتحن بعد ذلك درهما، فوجده ينقص حبة، فأمر أن يضرب كل واحد من الضاربين ألف سوط- وكانوا مائة- فضرب فى حبة واحدة مائة ألف سوط.
ومما يشبه هذا من فعله أنه أمر أن يتخذ له طنافس، «2»
فلما عملت، أمر يده عليها فعلقت بإبهامه عقدة من طنفة، فقطع يد الصانع، وكان مع ذلك يقول فى خطبته: اتقوا الله عباد الله، فكم من مؤمل أملا لا يبلغه، وجامع مالا لا يأكله، ومانع ما سوف يتركه، ولعله من باطل جمعه، وعن حق منعه، أصابه حراما، وورثه عدوا، واحتمل بأصره، «3»
وباء بوزره، ذلك هو الخسران المبين.
وكان قصيرا كأنه عقدة رشاء، «4»
او سجة عصا، «5»
وكان اذا وصف بالقصر اغتاظ، وكان الخياط اذا قال له: يقنعك هذا الثوب ويحتاج فيه الى زيادة فرح وخلع عليه، واذا فضل من الثوب شىء أمر بضربه وحبسه، وكان له نديم يقال له عبدان،- وكان من أطول الناس- فقال له: يا عبدان، أنا أطول أم أنت؟ قال فوقعت فى محنة تحتها السيف، فقلت: أصلح الله الأمير، انت أطول منى ظهرا، وأنا أطول منك ساقا، فضحك وقال: أحسنت.