رافع الى الرشيد كتابا فى أسفله:
اذا جئت عارا او رضيت بمثله ... فنفسى على فنفسى من الكلب أهون
فكتب اليه الرشيد كتابا فى أسفله:
ورفعك نفسا طالبا فوق قدرها ... يسوق لك الحيف المعجّل والذّلّا «1»
أول من أخر النيروز «2» المتوكل
أخبرنا أبو أحمد الصولى عن يحيى بن على عن أبيه واحمد ابن يزيد عن أبيه قال: وسمعت ابراهيم بن المدبر يحدث بطرف منه قال: بينا المتوكل يطوف فى متصيد له، رأى زرعا أخضر فقال: قد استأذننى عبد الله بن يحيى فى فتح الخراج، وأرى الزرع أخضر، فقيل له: أن هذا قد أضر بالناس، فهم يقترضون ويستسلفون، فقال: أهذا شىء حدث أم هو لم يزل كذا؟ فقيل له:
هو حادث.
ثم عرف ان الشمس تقطع الفلك فى ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وربع يوم، وان الروم تكبس فى كل أربع سنين يوما، فيطرحون من العدد، فيجعلون شباط ثلاث سنين متواليات ثمانية وعشرين يوما، وفى السنة الرابعة- وهى التى تسمى الكبيسة- يكمل من ذلك الربع يوم تام، فيصير شباط تسعة وعشرين يوما. وكانت الفرس تكبس الفصل الذى بين سنتها وبين سنة الشمس فى كل مائة وست عشرة سنة شهرا، وهذا الكبس فى طوله أصح من كبس الروم، لأنه أقرب إلى ما يحصله الحساب من الفصل فى سنة الشمس.
فلما جاء الاسلام عطل ذلك ولم يعمل به. فأضر بالناس ذلك، وجاء زمن هشام، فاجتمع الدهاقنة «3» الى خالد بن عبد الله القسرى، فشرحوا له،