وأبو الاسود أول من نقط المصاحف، وكان فصيحا حازما عاقلا شاعرا مجيدا، وهو أحد البخلاء المذكورين، وأحد البخر المشهورين.
أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن احمد بن معاوية عن الاصمعى خدمنا صاحب لنا قال: سأل أبو الاسود أعرابيا، كيف أبوك؟ قال:
أخذته الحمى، ففضخته فضخا ففتحته فتحا «1» فطبخته طبخا فتركته فرخا، قال: فما فعلت امرأته التى عهدتها تهاره وتمارّه وتضاره؟ «2» قال: طلقها وتزوج غيرها فحظيت ورضيت وبطيت، قال: وما بطيت؟ قال: حرف من العربية لم يبلغك قال الاصمعى: هى مثل رضيت.
أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد قال: تنازع أبو الاسود وامرأته فى ولد منها الى زياد فقال: أنا أحق به منها حملته قبلها، ووضعته قبلها. فقالت: حمله خفا، ووضعه شهوة، وحملته ثقلا ووضعته كرها، قال زياد: صدقت أنت أحق به ما لم تزوجى، أما لو أدركتنا يا أبا الاسود ودونك قوة لاستعملناك على بعض أمورنا. فقال أللصراع تريدنى؟ وكان مما يدل على بخله قوله لولده: لا تجاروا الله فانه أجود وأمجد، ولو شاء ان يوسع على الناس كلهم حتى لا يكون محتاج فعل، ولا تجهدوا أنفسكم فى التوسع على الناس فتهلكوا هزالا.
وقال له بعض الامراء: سمعت أنك شديد على حقك وأنه لا يذهب لك شىء على أحد، فمم ذلك؟ قال: من سوء ظنى بالناس، ومجانبتى أهل الافلاس وقيل له: ما كان أظرفك لولا بخل فيك! فقال: ما خير ظرف لا يحفظ ما فيه؟.
أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن موسى ابن اسماعيل عن عسل بن مضمر عن سعيد بن يزيد عن بعض أصحابه قال: قال أبو الاسود لمعاوية: