فاعرض عليه جاريتك، ولا تنقصها عن ثلاثين ألف دينار، فانصرفت، وبكر على صاحب أرمينية، فساومنى الجارية، فقلت: لا أنقصها عن ثلاثين ألف دينار، فقال: معى على الباب عشرون ألف دينار مسلمة، خذها، فدخلنى- والله- مثل الذى دخلنى فى المرة الاولى، وخفت مثل خوفى الاول، فسلمتها اليه، وأخذت المال، وجئت الفضل فقال: ويلك حرمت نفسك عشرة آلاف دينار، وضحك وضرب برجله، فقلت: خفت والله ما خفت فى المرة الأولى، قال: جاريته يا غلام! فجىء بها، فقال خذها، ما أردنا الا منفعتك، فقلت: أشهدك- جعلت فداءك- أنها حرة، وأنى قد تزوجتها على عشرة آلاف درهم، قد كسبت لى فى يومين خمسين ألف دينار، فما جزاؤها الا هذا. أول من غنى من الأنصار
رجل يقال له: أحمد النّصبىّ الهمدانى من أهل الكوفة كان يغنى فى أشعار أعشى همدان، وكانا ينتجعان «1» بشعره (هذا يقوله) وهذا يغنى به، ثم خرجا مع عبد الرحمن بن الاشعث، فقتلا، وترك النصب «2» فلم يذكر حتى أعادة جحظة، فأبدع فيها، وأعجب الناس بها وأخذوها عنه، والنصب ضرب من النشيد، والنشيد على ثلاثة أضرب: أولها الاستهلال وهو أن يكون النشيد فى بعض البيت الاول، ثم يكون باقى البيت مبسوطا، والضرب الثانى أن يكون فى بيت تام، وربما كان فى بيتين، والتشبيه قد يتكرر فى الشعر مرتين، فيكون البيت الاول نشيدا، والثانى نشيطا، والثالث نشيدا أيضا، والنسب «3» ان يكون النشيد فى عدة أبيات، قال: ولا يكون الا على الطنبور «4» .