فان أغش قوما بعده أو ازورهم «1» ... فكالوحش يدنيها من الانس المحل
كيف يقال لهذا القول انه فاسد، لا يقول ذلك الا من لا علم له بجواهر الكلام:
أول من رثى نفسه يزيد
وهو ابن حذاق العبدى، وشعره اول شعر قيل فى ذم الدنيا.
هل للفتى من بنات الدّهر من واق ... أم هل له من حمام الموت من راق
قد رحّلونى وما رحّلت من سغب ... والبسونى ثيابا غير أخلاقى
ورفّعونى وقالوا: أيّما رجل ... وأدرجونى كأنّى طىّ مخراق «2»
وارسلوا فتية من خيرهم نسبا ... ليسندوا فى ضريح التّرب أطباقى «3»
وأقسموا المال وأرفضّت عوائدهم ... وقال قائلهم: مات ابن حذّاق
هوّن عليك ولا تولع باشفاق ... فانّما مالنا للوارث الباقى
كأنّنى قد رمانى الدّهر من غرض ... بنا فذات بلا ريش وأفواق «4»