نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 137
يشربون خمراً. وقال سعيد بن سلم[1]: تركنا كثير النبيذ لله وقليله للناس[2]. ويقال: اشرب من النبيذ ما لا يشربك. ولأعرابي في البراغيث "من الطويل":
إذا درج البرغوث منها رأيته ... على الجلد ضخم الجسم وهو صغير
وقال الطائي "من الطويل":
لقد ضاقتِ الدنيا عليَّ بأسرها ... لهجرانه حتى كأني في حبس
أسكن قلبًا وهائمًا فيه مأتم ... من الشوق إلا أن عيني في عرس3
وقال سهل بن هارون[4]: من طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى توفر[5] زرقه منها، ومن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه منها. وقال بعضهم يهجو قوماً "من المتقارب":
فيا قبحهم بالذي خولوا ... ويا حسنهم في زوال النعم6
وقال عبد الله بن أبي عيينة[7] في عيسى بن سليمان8 "من الطويل": [1] أخباره في الأغاني في مواضع متفرقة، وراجع ترجمته عند البيت 230، وهو سعيد بن سلم بن قتيبة، أمير شريف من أسرة عظيمة وعاصر الرشيد، وكان شجاعًا أديبًا. [2] يريد: أن كثير النبيذ حرام وقد تركه خوفًا من الله، وقليله حلال وقد تركه حياء من الناس.
3 الهيام: أشد الحب. المأتم: النساء يجتمعن في الخير والشر، والمراد به هنا المناحة. [4] كاتب حكيم فارسي الأصل، نشأ في البصرة واتصل بخدمة المأمون فولاه رئاسة خزانة الحكم بغداد، وكان يتهم بالشعوبية ووضع كثيرًا من القصص ورسالته في البخل دونها الجاحظ في البخلاء، وتوفي في عصر المأمون، وقد أشاد به الجاحظ في البيان "ج1 ص55". [5] وفر عليه حقه توفيرًا واستوفره: أي وفاه.
6 خولوا: أي ملكوا. [7] جده أبو عيينة بن المهلب وهو مولى ابن كعب، كان من كبار القواد الذين رفعوا دعائم دولة بني العباس، وتوفي سنة 141، وعبد الله شاعر مجيد من أطبع الناس وأقربهم مأخذًا في الشعر وأقلهم تكلفًا وهجا ابن عمه خالدًا كما هجا ابن عمه مروان أحد تلامذة الخليل "267، 398 معجم الشعراء" وعاصر المأمون.
8 ولي والده البصرة للسفاح والمنصور، وتوفي سنة 142هـ، وابنه عيسى أمير عباسي من رجال الدولة في عصر المهدي والرشيد، وهذه الأبيات وقصة هجاء عبد الله لعيسى بن سليمان تراها في كامل المبرد "206/ 1" والأغاني 16 ج18.
نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 137