نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 81
لأعرابي: كم أهلك؟ قال: أب وأم وثلاثة أولاد، أنا سبيل عيشهم. وقيل لرؤبة[1]: كيف خلَّفت ما رواءك؟ قال: المراد يابس والمال عابس[2].
ومن الاستعارة قول امرئ القيس3 "من الطويل":
وليل كموج البحر أرخى سدوله ... عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطَّى بصلبه ... وأردف أعجازاً وناء بكلكل4
هذا كله من الاستعارة؛ لأن الليل لا صلب له ولا عجز، وقال "من الطويل:
يضيء سناه أو مصابيح راهب ... أمال السليط بالذبال المفتل5
أردنا من البيت قول: "أمال السليط". وقال زهير6 "من الطويل": [1] يعرف الأدب العربي بهذا الاسم ثلاثة "121، 122 المؤتلف للآمدي" وأشهرهم رؤبة بن العجاج التميمي، راجز فصيح مشهور من مخضرمي الدولتين، كان أكثر إقامته في البصرة، وأخذ عنه كثيرون من رجال اللغة، وكانوا يرون إمامته فيها ويحتجون بشعره، ولما مات قال الخليل: دفنا الشعر واللغة والفصاحة، مات بالبادية عام 145هـ. [2] رواية الجاحظ: قال عتبة بن هارون قلت لرؤبة: كيف خلفت ما وراءك؟ قال: التراب يابس والمرعى عابس "83، 126/ 2 البيان". المراد: المكان الذي يذهب فيه ويجاء، والمراد: الأرض التي كانت تهيأ للإنبات. يريد: قلة الماء وانعدام النبات وظهور الجدب.
3 إمام الشعراء ورأس الطبقة الأولى من الجاهليين، مات نحو عام 540م.
4 السدول: الستور. الابتلاء: الاختبار. تمطى: تمدد. الإرداف: الإتباع. الأعجاز: المآخير. الكلكل: الصدر. ناء: بعد. المعنى: رب ليل شبيه بأمواج البحر في هوله أرخى عليَّ سدول ظلامه مع أنواع الأحزان ليختبرني أأصبر أم أجزع حتى تمنيت أن ينكشف الليل وينجلي بنور الصباح لما أفرط طوله وبعدت أوائله وازدادت أواخره طولًا. يفتخر بالصبر والجلد وتحمل آلام الأحزان في ظلام الليالي الطوال.
5 السنا: الضوء. السليط: الزيت. الذبال: الفتيل. المعنى: أن هذا البرق يتلألأ ضوؤه وهو شبيه في لمعانه بمصابيح الراهب إذا أفعم صب الزيت عليها فتكون أشد إضاءة.
6 من فحول الطبقة الأولى من الشعراء الجاهليين وصاحب هرم بن سنان، وشعره مختار مهذَّب بعيد عن الحوشية والمعاظلة، ومات قبل الإسلام.
نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 81