* وخطاب الذكيّ يُخَالف خطاب الغبيّ.
* وحال الوعظ يستدعي خطاباً غير حال البيان العلمي.
* وحال الدعاء والتماس مطلوب، يستدعي خطاباً غير حال التكليف من ذي سلطان.
* وخطاب أهل العلم والمعرفة يخالف خطاب الذين لا علم لديهم.
* وخطاب الملوك والأمراء والرُّؤساء يخالف خطاب العامّة.
* وخطاب أهل الحضر يُخَالف خطاب أهل البداوة وأهل المدَر.
* ولكل أهل صنعة خطابٌ يُلائم صناعتهم.
* والصغارُ وأحْداثُ الأسنان لَهُم ألوان من الخطاب تلائم حداثتهم، وصِغَر أَعْمَارِهم.
* إلى غير ذلك من أصناف المخاطبين، وأحوالهم النفسيّة والاجتماعية، وأحوال المتكلّم وظروف الكلام.
واختيار الأسلوب من الكلام الملائم للمخاطب، أو الأكثر ملاءمة له يحتاج فطنةً عاليةً، وذكاءً حادّاً، وخيرات كثيرات بخطاب الناس.
ويُلْحَقُ بمطابقة الكلام لمقتضى حال المخاطب وجوهٌ أُخَرُ كثيرةٌ تورثُ الكلامَ حُسْناً.
وَكُلَّما كان الكلام مع فصاحة مفرداته وجمله أكثر مطابقة لحال المخاطب وتأثيراً في نفسه، كانَ أعلَى حُسْناً، وأرفَعَ منزلةً في مراتب البلاغة ودرجاتِها.
وتتنازلُ الدرجات وتنحطُّ بمقدار بُعْدِ الكلام عن مطابقة مقتضى حال المخاطب وضَعْفِ تأثيره في نفسه.