الربط دون إرادة الشرط منه، مثل أن يقول المحبّ لحبيبه: "سأزورُكَ وَإِنْ هَجَرْتَنِي، وأكْرِمُكَ وإِنْ أَهَنْتَنِي، وأحْبَبْتُكَ وإِنْ جَفَوْتَنِي، وذَكَرْتُكَ وإِنْ نَسِيتَنِي".
* أمّا "لو" الشرطيّة فهي على قسمين:
الأول: أنْ تكون للتعليق في المستقبل، وعندئذ تكون مرادفة "إنْ" الشرطيّة، وإذا وَلِيَها فعل "ماضٍ" كان معناه على الاستقبال، وقد يدعو إلى ذلك غرض بلاغي، وهو جعل الأمر المستقبل بمثابة الأمر الماضي، ومن فوائد ذلك التحذير والتخويف، كما في قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (النساء/4) :
{وَلْيَخْشَ الذين لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ الله وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} [النساء: 9] .
أي: إنّ من المتوقَّعِ أنْ يتْرُكَ الَّذِينَ لاَ يتَّقُونَ اللهَ فِي ذُرِّياتِ غيرهم ذُريّاتٍ لهم يخافون عليهم من ظلم من يتولَّى أمورهم بَعْدَهم.
الثاني: أنْ تكون "لو" للتعليق في الماضي، وهو أكثر استعمالاتها، وتقتضي عندئذٍ لزوم امتناع جوابها لامتناع شرطها إن لم يكن لجوابها سبَبٌ آخر غير الشرط، مثل قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الفرقان/25) :
{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً} [الآية: 51] .
أي: لم نشأ ذلك فلم نَبْعَثْ، لأنّ الحكمة اقتضت أن نبعث رسولاً واحداً في آخر الزَّمان خاتماً للمرسلين، ورسولاً لجميع العاملين.
وحين تكون "لو" للتعليق في الماضي فالأصل أن يكون كلٌّ من فِعْلَي الشرط وجوابِه فِعلاً مَاضياً، وقد يَسْتَعْمِلُ البليغ الفعل المضارع لغرض بلاغي، ومن الأغراض البلاغيّة في هذا الاستعمال ما يلي:
الغرض الأول: قصد الاستمرار في الماضي حيناً فحيناً، مثل قول الله عزَّ