لم أنس ةالله سؤل قلبي ... إذ سارت العين بالقباب
إذا قلت وصلي حياة قلبي ... والدمع ينهل بانسكاب
فقال والله إن قربي ... منك لمن أعظم المصاب
فهل رسولٌ إليك مني ... يخبر عن سرعة الإياب
فقلت قد قال لي فؤادي ... مثلك من مات باكتئاب
لا قرار لمستهامٍ كئيبٍ ... فجعته النوى ببين حبيب
بأبي من أذاب قلبي وجسمي ... ورماني منه بسهمٍ مصيب
يا بديع التم الذي هو بدر ... فوق غصنٍ مركبٍ في كثيب
ليس لي يا معذبي خلف منك فجد بالرضا لصب كئيب
أيها المانعي منامي أبن لي ... هل لسقمي يا سيدي من طبيب
قد رثى لي بنو تميم وقالوا ... كلنا ناصر لكل غريب
فبحق النبي يا ابن الكريمين ... أجرني من قول واشٍ كذوب
كيف تنسى قولي بوادي شعيبٍ ... ودموعي تجري بسحٍ سكوب
يا غزالاً أطال سقمي ورعبي ... كن مجبري من الضنا والشحوب
فعذولي لا حاطه الله بيدي ... سروراً بلوعتي والكروب
يا عزيزاً أبقاه ربي عزيزاً ... إن هجري لمن عظيم الذنوب
(الناسخ الأشرفي)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والتسليم على أشرف الخلق سيدنا محمد سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فيقول الفقير إلى رحمة ربه الوفي، محمد بن خاص بك الأشرفي، عامله الله بلطفه الخفي، أني وقفت على كتبي فاطلعت فيها على الكتاب المنسوب تأليفه للشيخ الإمام العالم العلامة محمد بن أحمد بن عبد المغيث التميمي الدارمي الكاتب المسمى كتابه بالتحف والظرف فوجدته مشتملاً على صورٍ وتماثيل من الطيور والوحوش والأشعار الموحشة لبعض تفسير آيات من القرآن الشريف ولبعض من الأحاديث الشريفة، والآثار المنيفة والمواعظ الرقيقة والحكم الأنيقة والطب اللطيف والنكت الدقيقة، مؤرخ كتاب النسخة المذكورة في ثامن ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وكتب كاتب النسخة المذكورة أنه علقها من نسخة داثرة تاريخ كتابتها شهر رجب سنة ثمان وسبعين وثلثمائة، واطلعت على نسخة أخرى ذكر مالكها أنها من خزائن بني رسول ملوك اليمن منسوب تأليفها للمؤلف المشار إليه، مشتملة على الأشعار المتضمنة لما ذكر خلا الطيور والوحوش والأشعار المشجرة، ثم أني قابلت نسختي المذكورة على النسخة الأخرى فتوافقتا في ستٍ وثلاثين شعراً واختلفتا فيما عدا ذلك فكان ما وجد في النسخة المنسوبة لنا زيادة على ما اتفقتا عليه مائة شعرٍ واثني عشر شعراً، وما وجد في النسخة الأخرى زيادة على ما اتفقتا عليه مائة شعر وعشرة أشعاره، جملة ذلك مائة شعر وثمانية وخمسون شعراً، وما وجد في نسختنا من الأشعار المشجرة ثمانية عشر شعراً، ومن الأشعار المكسورة المبسوطة ستة عشر شعراً، ورأيت ما ضمن من الأشعار في النسختين المذكورتين من التفسير والحديث والأثر والمواعظ والحكم والطب والنكت مفرقاً غير مرتب، فجردت من كل شعر ما فيه من التفسير والحديث وغيره وضممته إلى أخيه، وجعلت ذلك سبعة أبواب، ليسهل على الناظر في هذا الكتاب ما يشكل عليه مما يقرأ في باطن الشعر بالحمرة، الباب الأول
في تفسير بعض آيات من القرآن العظيم، الباب الثاني: فيما ورد من الحديث الشريف، الباب الثالث: فيما ورد من الأثر المنيف، الباب الرابع: في المواعظ الرقيقة، الباب الخامس: في الحكم الأنيقة، الباب السادس: في الطب اللطيف، الباب السابع: في النكت الدقيقة، والله سبحانه تبارك وتعالى أعلم.
الباب الأول
في تفسير بعض آيات من القرآن العظيم
- قوله تعالى: أن بيوتنا عورة، أي خالية - قوله عز وجل: على حين غفلة من أهلها، قال: نصف النهار - وعنت الوجوه: أي ذلت - والله فضل بعضكم على بعض في الرزق، يعني السادة على المماليك - ولا تمش في الأرض مرحاً، أي بالفخر والتيه - يدنين عليهن من جلابيبهن، أي يلبسن الأردية - قوله عز وجل: ثم ذهب إلى أهله يتمطى، قال: يتبختر - أيكم أحسن عملاً، أي عقلاً - ادفع بالتي هي أحسن، أي سلم عليه إذا لقيته - فانظر إلى أثر رحمة الله، يعني آثار المطر - كيف مد الظل: امتداده ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس - من كل زوجٍ كريم، أي من كل جنس حسن - عن الصراط بناكبون، أي عادلون