responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : الإربلي، بهاء الدين    جلد : 1  صفحه : 34
فلم أسمع وقد أصغيت سمعاً ... لقولهم فمن منَّا الملولُ
أخذ البيت الثالث من ثالث الأبيات التي أذكرها:
وبي صتم يعوق الوصل عنِّي ... ولا ودّ لديه ولا يغوثُ
أُهيل ودادنا لم ذا نكثتمْ ... وقد ذُمَّ المخاتلُ والنكوثُ
تجافيتمْ وقلتمْ ذا ملولٍ ... صدقتمْ هكذا كان الحديثُ
وشعر ابن عبدوس هذا شعر حسن سهل في الغاية له حظ من الاستحسان. ويجيء في الشعر قالت وقلت ويدخل به في الاختيار، فمن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:
فلمَّا اقتصرنا دونهنَّ حديثنا ... وهنَّ طبيباتٌ بحاجاتِ ذي الثّكل
عرفْنَ الذي نهوى فقلن لها ائذني ... نُطفْ ساعةً من بردِ ليلٍ وفي سلِ
فقالت فلا تلبثنَ قلنَ لها اصبري ... أتيناك وانسبنَ انسيابَ مها الرملِ
وقمنَ وقد أفهمن ذا اللبِّ إنما ... فعلنَ الذي يفعلنَ إذْ ذاك من أجلي
قيل: إن الفرزدق لما سمع هذا الشعر قال: هذا الذي أرادته الشعراء فأخطأته وبكت الديار. وقال عمر بن أبي ربيعة:
حين قالت لها أجيبي وقالت ... من دعاني قالت أبو الخطابِ
فاستجابت عند الدعاء كما لبَّى ... رجال يرجون حسنَ الثوابِ
وقال وضاح اليمن، وهي من غريب الشعر وجيده وسهله الممتع:
قالت ألا لا تَلِجنْ دارنا ... إن أبانا رجلٌ غائرُ
أمَا رأيتَ البابَ من دوننا ... قلتُ فإني واثبٌ طافرُ
قالت فإنَّ القصر من دوننا ... قلت فإني فوقه ظاهرُ
قالت فإنّ الليثَ غادٍ به ... قلت فسيفي مرهف باترُ
قالت فهذا البحر ما بيننا ... قلت فإنّي سابح ماهرُ
قالت أليس الله من فوقنا ... قلت بلى وهو لنا غافرُ
قالت فأمّا كنتَ أعييتنا ... فائْت إذا ما رقد السامرُ
واسقط علينا كسقوط الندى ... ليلةَ لا ناه ولا آمرُ
البيت الأخير أخذه من قول امرئ القيس:
سموتُ إليها بعدَ ما نامَ أهلُها ... سموّ حبابِ الماءِ حالا على حالِ
وقال آخر:
حتى إذا البدرُ بدا طالعاً ... وغابت الجوزاءُ والمرزمُ
نهضتُ والوطء خفيّ كما ... ينساب من مكمنه الأرقمُ
وقال كعب بن جعيل:
وأبيضَ جنيٍّ عليه سموطه ... من الأنس في قصر منيف غواربُه
تدليته سقط الندى بعد سجفةٍ ... فبتُّ أُمنِّيه المنى وأخالبُه
وبيت وضاح اليمن أخفى حرساً وأقل حبساً وهو بينهم أحسن موقعاً وأجرى طبعاً وأسلس نظاماً وأعذب كلاماً، يجري للطافته مع النفس ويتنزل من العذوبة منزلة اللعس. وقال المؤمل:
وطارقات طرقنني رسلاً ... والليل كالطيلسان معتكرُ
يقلن جئنا إليك عن ثقةٍ ... من عند خود كأنّها قمرُ
هل لك في غادة منعمةٍ ... يحار فيها من حسنها النظرُ
في الجيد منها طول إذا التفتت ... وفي خطاها إذا خطت قصرُ
فقمت أسعى إلى محجبةٍ ... تضيء منها البيوت والحجرُ
فقلتُ لمَّا بدا تخفرها ... جودي ولا يمنعنّك الخفرُ
قالت توقَّر ودع مقالك ذا ... أنت امرؤ بالقبيح مشتهرُ
والله لا نلتَ ما تطالب أو ... ينبت في وسط راحتي شعرُ
لا أنت لي قيّم فتجبرني ... ولا أمير عليّ مؤتمرُ
قلت ولكن ضيف أتاك به ... تحت الظلام القضاء والقدرُ
فاحتسبي الأجر في إنالته ... وياسري قد تطاول العسرُ
قالت لقد جئت تبتغي عملاً ... تكاد منه السماء تنفطرُ
فقلت لمَّا رأيتها حرجت ... وغشيتها الهموم والفكرُ
لا عاقبَ الله في الصبا أبداً ... أنثى ولكن يُعاقبُ الذكرُ
قالتْ لقد جئتنا بمبتدعٍ ... وقد أتتنا بغيرهِ النذرُ
قد بيّن الله في الكتاب فلا ... وازرةٌ غيرَ وزرِها تزرُ
قلتُ دعي سورةً لهجتِ بها ... لا تحرمنّا لذّاتنا السورُ
وجهك وجه تمَّتْ محاسنه ... لا وأبي لا تمسه سقرُ
وقال أبو نواس، وهو من باب الهجاء:
قال لي يوماً سليما ... ن وبعض القول أشنعْ
هات صفني وعليّاً ... أيُّنا أجدى وأنفعْ
قلت إني إن أقلْ ... بينكما بالحق يجزعْ
قال كلاّ قلتُ بل ... قال عجّل قلت فاسمعْ

نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : الإربلي، بهاء الدين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست