responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 611
الْمَهَمَّاتُ قَالَ الْحَرْبِيُّ: هَيَّأَ لَهَا حشواُ مِنْ رَأْيِهِ وَقَالَ ابْنُ زندَوَيْهِ: هَيَّأَ حَشْوًا لِرَأْيٍ مِنْ رَأْيِهِ، فَهُوَ مِنْ قَطْعِ الْمُشْتَبِهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَدْرِي أَخْطَأَ أَمْ أَصَابَ وَقَالَ ابْنُ زندَوَيْهِ مَكَانَ نَسْجٍ غَزْلٌ وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: خَبَّاطُ جَهَالاتٍ، رَكَّابُ عَمَايَاتٍ وَقَالَ ابْنُ زندَوَيْهِ رَكَّابُ جَهَالاتٍ خَبَّاطُ عَشَوَاتٍ لَا يَعْتَذِرُ مِمَّا لَا يَعْلَمُ فَيَسْلَمُ، وَلا يَعَضُّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ فَيَغْنَمُ، تَبْكِي مِنْهُ الدُّنْيَا وَقَالَ ابْنُ زندَوَيْهِ مَكَانَ الدُّنْيَا الدِّمَاءُ وَكَأَنَّهُ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ عِنْدِي؛ وَقَالا: وَتَصْرُخُ مِنْهُ الْمَوَارِيثُ، وَيُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ، لَا مَلِيَ وَاللَّهِ وَلا أَهَلَّ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ وَلا هُوَ أَهَلَّ لِمَا فُرِضَ لَهُ وَقَالَ ابْنُ زندَوَيْهِ: لَا مَلِيَ وَاللَّهِ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ وَلا هُوَ أَهَلَّ لِمَا قَرَظَ بِهِ، وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمُ النِّيَاحَةُ أَيَّامَ الدُّنْيَا. قَالَ الْقَاضِي: وَأَنْهَى ابْنُ زندَوَيْهِ حَدِيثَهُ عِنْدَ قَوْلِهِ لِمَا قَرَظَ بِهِ ثُمَّ قَالَ: وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ، وَأَتَى بِمَا رُوِّينَاهُ بَعْدَ هَذَا عَنِ الْحَرْبِيِّ مُنْفَرِدًا بِهِ عَلَى مَا وَصَفْنَاهُ.

تَفْسِير مَا غمض فِي كلمة عَليّ
قَالَ القَاضِي: قَول أَمِير الْمُؤمنِينَ نضر الله وَجهه " ذِمَّتِي رهينة وَأَنا بِهِ زعيم " إبانة عَن تيقنه مَا أخبر بِهِ وبصيرته فِيهِ وثقته بحقيقته وتوثيقه لمن أخبرهُ بِثُبُوتِهِ وَصِحَّته. وَأما قَوْله: وَأَنا بِهِ زعيم فَإِن الَّذِي ترجع إِلَيْهِ هَاء الضَّمِير فِي جملَة الْكَلَام وَمَعْنَاهُ وَمَا دلّ عَلَيْهِ مَفْهُومه وفحواه، كَأَنَّهُ قَالَ: وَأَنا بِقَوْلِي زعيم وَإِن لم يَأْتِ بِصَرِيح اسْم خَاص وَلَا مصدر يعود الضَّمِير عَلَيْهِ أَصله وَذَلِكَ مُسْتَعْمل فصيح فَاش فِي الْعَرَبيَّة وَقد يَأْتِي فِي مثل هَذَا فعل أَو اسْم فَاعل يدل على مصدر يعود الضَّمِير إِلَيْهِ دون لفظ جملَة من كَلَام يحمل عَلَيْهِ، فَأَما الْفِعْل الدَّال على مصدره فكقولهم: من كذب كَانَ شَرّا لَهُ؛ أضمر فِي كَانَ الْكَذِب الَّذِي دلّ عَلَيْهِ كذب وَعَاد الضَّمِير إِلَيْهِ وَإِن لم يَأْتِ على بنيته، قَالَ الله تَعَالَى: " وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ " آل عمرَان: 180 يَعْنِي الْبُخْل الَّذِي لم يَأْتِ على خَاص لَفظه اكْتِفَاء بِدلَالَة الْفِعْل الَّذِي هُوَ يَبْخلُونَ عَلَيْهِ. وَأما اسْم الْفَاعِل فكقولهم: إِذا أحسن كَمَا أَمر فجازه عَلَيْهِ، يُرِيد على إحسانه الَّذِي دلّ أحسن عَلَيْهِ، وَرجع عَائِد الضَّمِير إِلَيْهِ، وَمثل هَذَا قَول الشَّاعِر:
إِذا نهي السّفيِهُ جَرى إِلَيْهِ ... وخَالَف والسّفِيهُ إِلَى خلاف
أَرَادَ إِلَى السَّفِيه، على مَا بَينا، وَقد يكتفون فِي هَذَا الْبَاب بِدلَالَة الْعَهْد وَالْحَال وتجلي الْأَمر الشَّائِع فِيهِ، قَالَ الله جلّ ذكره: " وَلَوْ يُؤَاخذ الله النَّاس بظلمهم مَا ترك عَلَيْهَا من دَابَّة " النَّحْل: 61 وَقَالَ تعالي: " وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ " فاطر: 45 فَأَعَادَ الضَّمِير على الأَرْض وَلم يجر لَهَا فِي هَذِه الْقِصَّة ذكر. وَقَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ: " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " الْقدر: 1 يَعْنِي الْقُرْآن، وَقَالَ: " حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ " ص: 32 يَعْنِي الشَّمْس فِي قَول جُمْهُور أهل الْعلم، قَالَ الشَّاعِر:

نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست