نام کتاب : الرسائل الأدبية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 385
والانتقام عند الإمكان، والمسألة عند الحاجة.
ومنهم من أمر بالسّفه في العداوة واستعمال الخرق فيها.
حدّثني نوح بن أحمد عن أبيه عن ابن عبّاس قال: جاء النابغة الجعديّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل معك من الشّعر ما عفا الله عنه؟ قال: نعم. قال: أنشدني منه. فأنشده:
وإنّا لقوم ما نعوّد خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وتنكر يوم الرّوع ألوان خيلنا ... من الطّعن حتى تحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردّها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقّرا
بلغنا السّماء مجدنا وسناؤنا ... وإنّا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال:
إلى الجنّة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إلى الجنّة إن شاء الله» .
ثم رجع في قصيدته فقال:
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فضّ الله فاك!» . قال:
فأتت عليه عشرون ومائة سنة، كلّما سقطت له سنّ اثّغرت أخرى مكانها؛ لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا أحسن ما روي في البادرة التي يصان بها الحلم.
وقال الشاعر الجاهليّ:
صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا: القوم إخوان
نام کتاب : الرسائل الأدبية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 385