نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 404
(27) لماذا كان موقف علي من مقتل عثمان غامضا؟ لأن الناس انقسموا فئتين بشأن عثمان: فئة ناقمة على عثمان مثنية على قاتليه وهم اكثر الجنود والقواد ورؤساء العشائر. وفئة تعظم شأن دمه وتبرىء عليا منه وهم عامة الأمة. فاحتار علي فيما عساه يقول في مقتله: فاذا اظهر البراءة من قاتليه ثار به الجند. واذا اثنى على قاتليه نقمت عليه العامة. «فكان يمسك عن ذكره ما امكنه الامساك، فاذا اضطره القول قال قولا يحتمل رضى الفريقين» .
(28) يذكر الجاحظ اسماء الفئات التي تؤيد معاوية وتثبت حقه في الخلافة وهي:
السفيانية (نسبة الى ابي سفيان والد معاوية) والمروانية (نسبة الى مروان بن الحكم المؤسس الثاني للخلافة الاموية) . والغيلانية (نسبة الى غيلان الدمشقي المتكلم 723 م) واليزيدية اصحاب ثور بن يزيد (احد رجال الحديث (770 م)) والاوزاعي (احد فقهاء السنة في مطلع العصر العباسي، ولد في بعلبك ومات ودفن في محلة الاوزاعي بالقرب من بيروت سنة 774 م) .
(29) طلحة والزبير عضوا الشورى ومن كبار الصحابة بايعا عليا ثم نكثا البيعة وقادا الحرب ضده في معركة الجمل قرب البصرة.
(30) السفيانية تنكر ان يكون معاوية قاسطا او جائرا. ولو كان كذلك لما اطاعه الناس وحاربوا معه وضحوا بنفوسهم واموالهم من اجله.
(31) السفيانية تطعن في خلافة علي لأنه لم ينلها بالتشاور، ولم يجمع عليه الناس، ولم يرد فيه نص. اما معاوية فقد ولاه عمر وزكاه عثمان وكانا راضيين عنه.
(32) السفيانية تدعي ان ولاية معاوية صارت بوضع اليد كاللقطة ولو طلبها علي منه لم يثبت ان اللقطة له.
(33) السفيانية تزعم ان حق علي بالخلافة سقط لأنه اشترك في دم عثمان او اعان على قتله او منع ولي الدم من معاقبة القاتل.
(34) السفيانية تنفي صحة الحديث النبوي «انت مني بمنزلة هارون من موسى» لأنه لو كان صحيحا لاحتج به علي. ثم انها تقول ان الخلافة شورى، وعلي لم ينلها بالشورى.
(35) استندت السفيانية في حق معاوية بالخلافة إلى انتصاره على خصمه وقوته. والامام يجب ان يكون هو الأقوى ويجب أن يجمع الدين والسيف لتستقيم الامامة.
وكذلك النبوة فلا بد للنبي من ان يحمل السيف الى جانب الرسالة الدينية أو يؤيده ملك في دعواه ولكن هذا الزعم لا ينطبق على السيد المسيح وعلى موسى. ولا يؤيده الجاحظ الذي يرى في رسالة حجج النبوة أن يكون النبي اعتمد على
نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 404