نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 501
وعلام أركبه إذا لم أنزل
وقال آخر:
فمعانق ومنازل
وقال حميد: وليس في الأرض قوم إلّا والتّساند في الحروب، والاشتراك في الرّياسة ضارّ لهم، إلّا الأتراك. على أنّ الأتراك لا يتساندون ولا يتشاركون؛ وذلك أنّ الذي يكره من المساندة والمشاركة اختلاف الرأي، والتنافس في السّرّ، والتحاسد بين الأشكال، والتواكل فيما بين المشتركين.
والأتراك إذا صافّوا جيشا إن كان في القوم موضع عورة فكلهم قد أبصرها وعرفها؛ وإن لم تكن هناك عورة ولم يكن فيهم مطمع، وكان الرأي الانصراف، فكلّهم قد رأى ذلك الرأي وعرف الصواب فيه. وخواطرهم واحدة، ودواعيهم مستوية بإقبالهم معا. وليس هم أصحاب تأويلات ولا أصحاب تفاخر وتناشد، وإنّما شأنهم إحكام أمرهم؛ فالاختلاف يقلّ بينهم.
وكانت الفرس تعيب العرب إذا خرجوا إلى الحرب متساندين، وكانت تقول: الاشتراك في الحرب وفي الزّوجة وفي الإمرة سواء.
وقال حميد: فما ظنّك بقوم إذا تساندوا لم يضرّهم التّساند، فكيف يكونون إذا تحاسدوا.
فلما انتهى الخبر إلى المأمون قال: ليست بالتّرك حاجة الى حكم حاكم بعد حميد؛ فإنّ حميدا قد مارس الفريقين، وحميد خراسانيّ وحميد عربيّ، فليس للتّهمة عليه طريق.
قالوا: وأتى الخبر ذا اليمينين طاهر بن الحسين فقال: ما أحسن ما قال حميد. أما إنه لم يقصّر ولم يفرّط.
فهذا قول الخليفة المأمون، وحكم حميد، وتصويب طاهر.
نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 501