responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 552
قالوا: وأطيب الأفواه نكهة، وأشدّها عذوبة، وأكثرها ريقا؛ أفواه الزنج. والكلاب من بين السّباع أطيب أفواها منها.
قالوا: والسواد ملاوم للعين، وإذا اعتلّت فخيف عليها لم يكن لها دواء خير من القعود في الظّلمة وفي يد صاحبها خرقة سوداء. فالسّواد للإبصار، وخير ما في الإنسان البصر.
وقالوا: والسّودان أكثر من البيضان، لأنّ أكثر ما يعدّ البيضان فارس والجبال وخراسان، والرّوم والصّقالبة وفرنجة والأبر، وشيئا بعد ذلك قليلا غير كثير. والسّودان يعدّون الزّنج والحبشة، وفزّان وبربر، والقبط والنّوبة، وزغاوة ومرر، والسّند والهند، والقمار والدّبيلا، والصّين وماصين. والبحر أكثر من البرّ، وجزائر البحر ما بين الصّين والزّنج مملوءة سودانا، كسرنديب، وكله، وأمل، وزابج وجزائرها إلى الهند إلى الصين إلى كابل وتلك السواحل.
قالوا: وكان الأعمى الاشتيام يقول: السّودان أكثر من البيضان، والصّخر أكثر من الوحل، والرّمل أكثر من التّراب، والماء المالح أكثر من العذب.
قالوا: ومنّا العرب لا من البيضان؛ لقرب ألوانهم من ألواننا. والهند أسفر ألوانا من العرب، وهم من السّودان. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت إلى الأحمر والأسود» وقد علم النّاس أنّ العرب ليست بحمر كما ذكرنا قبل هذا.
قال: فهذا المفخر لنا وللعرب على جميع البيضان إن أحبّت ذلك العرب؛ وإن كرهته فإنّ المفخر لنا بالذي ذكرنا على الجميع.
قالوا: ولولا لم نكثركم إلّا بالزابج وحدها لفضلناكم بهم فضلا مبينا؛ وذلك أنّ ملك الزابج إن غضب على أهل مملكة ولم يتّقوه بالخراج بعث ألف

نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست