responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق نویسنده : الشدياق    جلد : 1  صفحه : 230
قلت أتزعمين أن العلم يمنع المرأة عن إجراء ما تضمره وإن الحمق يمكنها منه. قالت لا والله بل ربما كان في الحمق لها اكثر. فإن الأحمق يلازم امرأته ويظل محملقاً فيها والعالم يحملق في كراريسه وكيفما كان فلم ار اسفه ممن يحرّج على امرأته ويلازمها. فإن الرجل كلما اعنت المرأة ونكنك عليها بالملازمة والكنكنة زادت هي في تماديها فلا يردها شيء عما أرادته سوى حشمتها وحيائها. وأكثر الرجال حمقاً وسخافة من إذا أوجس من زوجته الميل إلى شخص قال لها تزهيداً فيه. أن فلاناً متهتك مستهتر فاحش لا يبالي بما يقول ويفعل. فإذا حضر مجلس ذوي الأدب فأول ما يفوه به قوله قد راودت فلانة وخلبتها وفتنتها. وقد عشقتني وعشقتها. كأنه أي الزوج يحذرها من الاسترسال إلى هواه مخافة أن تنفضح بين الناس أو أن يقول لها أن فلاناً ورع تقيّ يتقي مغازلة النساء اتقاء الأفاعي كأنه يقول لها أنك إن تعرضت له فيالهوى جبهك وندهك وفضحك. فقد تقرر في عقول الرجال أن كل أمر من أمور الدنيا والآخرة يشين عرض المرأة ويهتك حجابها. مع أنه لا شيء يدغدغها مثل سماعها عن رجل أنه مسرف مشط في حال من الأحوال بحيث لا يلحقها منه أذى: فهي والحالة هذه تزيد حرصاً على فتنته لتصرفه عن تلك الحال إليها فيرجع إسرافه في محبتها. قال فقلت نعم أن كيد النساء كان عظيماً.

الطباق والتنظير
الإنسان كما قالت الفارياقية مجبول على السآمة والملل. ومتى ظفر بالغرض استحوذ عليه الغرض. وما دام الرجل المتزوج جلس بيته ويسمع من زوجته هات واشتر وجدّد واصلح ودَّ لو أنه يكون عزباً ولو راهباً في صومعة فإذا تغرَّب عنها ورأى الرجال يمشون مع النساء سواء كن حليلات أو خليلات أنف من الصومعة. وهاج به الشوق إلى أن يكون له امرأة يماشيها مثل أولئك وإن كان مشيهم وقتئذ للتحاكم والتخاصم لدى جناب القاضي. فينبغي للزوج الملازم لكنه والحالة هذه أن لا يزال متصوراً إنه غريب في أرض بعيدة عند أناس يخدعونه ويغبنونه ويهيجونه بمرافدهم أو إن زوجته قد سافرت عنه إلى أناس يعاقرونها المدام ويرقدونها على فرش من ريش النعام. ويغازلونها فتغزلهم. ويباعلونها فتبعلهم. فإذا فعل ذلك هانت عليه نغمات هات واشتر وهذا جدول عن الفارياق بيّن فيه الأحوال التي يقول فيه المتزوج: يا ليت ما عندي امرأة إذا تزبرقت وتزبرجت وتزلقت وتبرجت وتعطرت وتبغنجت وقالت له قم بنا إلى المثابة والمحافل والمحاشد والملاهي والمراقص.
إذا خرج معها وقد نفّجت صدرها وأحكمت مرفدها ثم طفقت تتبازى وتوكوك وتميس وتزوزك وتميل عنقها ورأسها.
إذا مشى معها فرأت نقطة ماء في الطريق فشمّرت عن ساقيها لتبدو حماتاهما.
إذا سار معها في يوم ذي ريح وعمدت إلى كشف الثوب عن صدرها وعجزها.
إذا جعلت دأبها أن توقع منديلها أو تربط شراك نعليها ثم تكبّ فتبدي عجيزتها.
إذا جعلت شيئاً في فمها تلوكه وهي ماشية توهم من يعجبها من الفتيان إنها تشير بقبلة أو غمزت أحداً ورمزت ولمزت.
إذا صادفت رجلاً من معارفها في الطريق فطفقت تعاتبه على طول غيابه عنها ثم أمسكت بيده وغمزتها غمزاً شديداً.
إذا لقيت امرأة في الطريق عليها ديباج نفيس فجعلت تسألها عن سعره وعمن يبيعه.
إذا صادف أحداً في الطريق فأشارت إليه أن اتبعنا فأخذ يمشي عن يمينها فحولت وجهها عن زوجها وجعلت جلّ الكلام مع الزبون.
إذا رجعا إلى البيت وصرّحت له أو عرضت بشراء الديباج ولم يكن عنده دراهم تكفي.
إذا قالت له وهما على المائدة لتغصصه ما أجمل فلاناً الذي ماشانا وما ألطفه وأبرّه وأطرّه وأحرّه وأدرّه.
إذا بات تلك الليلة وهو تعب موجع الرأس حتى إذا أغفى قليلاً أحسّ بحركة منها في جنبه فقضى دينه متكارها.
إذا سكن منزلاً وكان جاره الأدنى منه فتى جميلاً فجعل يتردد عليه بعلة الجاريَّة.
إذا مرض ولزم فراشه وهو يشكو ويئن فلزمت هي الشباك وهي تمكو وتحن.
إذا جاء وقت الصيف ففتر وفدر وجفر وحَصِر واسترخت عروقه فأثر أن يبيت وحده.
إذا عنّ له سفر لا بد منه ولم يمكن له مصاحبة زوجته.
إذا غاب رجل عن زوجته أو غابت هي عنه فجعلت تكتب له ما تغيره به وتكيده وتقهره.
إذا قرأ في الكتب أن النساء كلهن خائنات وإن عقولهن في فروجهن.

نام کتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق نویسنده : الشدياق    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست