نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 130
تسجيل الغزوات الحربية:
مر بنا أن السيادة العربية لم تتثبت بخراسان إلا بعد أن استأثر معاوية بالخلافة، وعين عماله على الأمصار، والتفت إلى تنظيم شئون الدولة المختلفة. وقد ظل العمال العرب مشغولين ببسط نفوذهم على مقاطعات خراسان، وتوطيد سلطانهم على نواحيها التي لم تذعن لهم حتى بداية النصف الثاني من القرن الأول. وبعد ذلك شرعوا يعدون العدة للفتوحات في إقليمين ملاصقين لخراسان، كانا يشكلان ثغريها الهامين، وهما إقليم ما وراء النهر[1]، وإقليم طخارستان[2]. وكان الإقليم الأول هدفا شنوا عليه أكثر غاراتهم وأشدها، لسعته، وكثرة بلدانه، وتمرد أهله، ونقضهم للمواثيق التي طالما عقدوها مع العرب.
وعلى نحو ما أوردنا الشعر الذي قيل في الأحداث الداخلية، والأزمات السياسية، منظما على الأعوام، لا مصنفا في أغراض فإننا نصنع الصنيع نفسه في الشعر الذي لهج به الشعراء والفرسان في الغزوات الحربية الخارجية، لكي يتلاءم مع المباحث السابقة، ويكون مكملا لها، ولكي نتتبع من خلاله سير حركة الفتوحات تتبعا تاريخيا، ونتبين مواقف الشعراء منها، وهل أهملوا بعضها، أو اهتموا بها جميعا، بحيث سجلوها في أشعارهم تسجيلا دقيقا، وعرضوا لكل تفاصيلها عرضا صادقا، في لحظة النصر، وساعة الشدة والهزيمة التي مني بها بعض القادة، وهل وضحوا دور كل قبيلة [1] الإصطخري ص: 161 وتاريخ الدولة العربية ص: 410. [2] الإصطخري ص: 156.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 130