نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 133
فأذك هداك الله حربا مقيمة ... بمروى خراسان العريضة في الدهر
ولا تفترز عنا فإن عدونا ... لآل كنازءا الممدين بالجسر1
فندب عثمان عبد الله بن عامر عامله على البصرة، لنجدة العرب المحاصرين، فخرج على رأس حملة، وتولج خراسان من جهة الطبسين، وبث الجنود في كورها، فافتتحها في سنتين، وأعاد الولاة العرب عليها. فقال أسيد بن المتشمس التميمي يذكر استردادهم لخراسان، وخضوع أهلها لهم، وتجديدهم الصلح معهم2:
ألا أبلغا عثمان عني رسالة ... لقد لقيت عنا خراسان ناطحا
رميناهم بالخيل من كل جانب ... فولوا سراعا واستقادوا النوائحا3
غداة رأوا الخيل العراب مغيرة ... تقرب منهم أسدهن الكوالحا4
تنادوا إلينا واستجاروا بعهدنا ... وعادوا كلابا في الديار نوابحا
بل إن الشعراء أحاطوا بنهاية يزدجرد، فهم يذهبون إلى أنه انخلع قلبه من الخوف، حين رأى أبطالهم مقبلين على مرو الشاهجان، يتعقبونه ويلاحقون فلوله، فلجأ إلى طاحونة على نهر رزيق، فلقي حتفه بها، مما سهل الأمر لهم، ويسر عليهم استرجاع المدينة. وذلك قول[5] أبي بجيد نافع بن الأسود التميمي6:
ونحن قتلنا يزدجرد ببعجة ... من الرعب إذ ولى الفرار وغارا7
غداة لقيناهم بمرو نخالهم ... نمورا على تلك الجبال ونارا
1 افترز: اعتزل وانقطع. والممدين: المتكاثرين. والجسر: موضع على الفرات قرب الحيرة، كانت فيه وقعة بين العرب والفرس في خلافة عمر بن الخطاب، دارت فيها الدوائر على العرب.
"انظر ياقوت 2: 82".
2 ياقوت 2: 412.
3 استقادوا النوائح: سألوا نساءهم المفجوعات أن ينتقمن بهم من قاهريهم.
4 الخيل العراب: العربية العتيقة السليمة من الهجنة: والكوالح: جمع كالح، وهو العابس. [5] ياقوت 2: 777.
6 انظر أخباره في الطبري 4: 10، 34، وابن الأثير 2: 514.
7 البعجة: من بعجه الأمر إذا حزبه.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 133