نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 158
بأن بقايانا وأن أميرنا ... إذا ما عددناه الذليل الموقع1
هم أطمعوا خاقان فينا وجنده ... ألا ليتنا كنا هشيما يزعزع
وأما خالد بن المعارك العبدي المعروف بابن عرس، فرفع تقريرا ثالثا مفصلا إلى خالد، ضمنه أساه ولوعته لما حل بالجيش العربي من الدمار، فإذا أفراده مقتلون مصرعون، وإذا نساؤهم يبكين ويستصرخن. وعاب فيه على الجنيد جهله وتعجله. وفجاجة رأيه، وسوء تدبيره، وهجاه هجاء مقذعا، وشهر بأخطائه تشهيرا، ودعا عليه بالموت، لأنه ورطهم في معركة لا قبل لهم بها يقول2:
أين حماة الحرب من معشر ... كانوا جمال المنسر الحارد3
بادوا بآجال توافوا لها ... والعائر المهمل كالبائد4
فالعين تجري دمعها مسبلا ... ما لدموع العين من ذائد
انظر ترى للميت من رجعة ... أم هل ترى في الدهر من خالد
كنا قديما يتقى بأسنا ... وندرأ الصادر بالوارد
حتى منينا بالذي شامنا ... من بعد عز ناضر آبد5
كعاقر الناقة لا ينثني ... مبتدئا ذي حنق جاهد
فتقت ما لا يلتئم صدعه ... بالجحفل المحتشد الزائد6
تبكي لها إن كشفت ساقها ... جدعا وعقرا لك من قائد7
تركتنا اجزاء معبوطة ... يقسمها الجازر للناهد8
1 الموقع: المذلل الذي أصابته البلايا.
2 الطبري 9: 1566.
3 المنسر: القطعة من الجيش تمر أمام الجيش الكبير. والحارد: الجاد الغاضب المانع.
4 العائر: الأعور.
5 في الأصل: "ناصر". وهو تحريف ظاهر. والناضر: الحسن فيه غنى ونعمة، وفيه بهاء ورونق وشامنا: أخزانا وجلب علينا العار. والآبد: الدائم المقيم.
6 الجحفل: الجيش الكثير. والمحتشد: المجتمع.
7 جدعا وعقرا: يقال في الدعاء على الإنسان جدعا وعقرا، نصبوهما بفعل مضمر لا يظهر.
8 معبوطة: مذبوحة. والجازر: الذابح. والناهد: الصامد للعدو والشارع في قتاله.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 158