نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 173
أعني عليا إنه ووزيره ... عثمان ليس يذل من والاهما
جريا لكيما يلحقا بأبيهما ... جري الجياد من البعيد مداهما
فلئن هما لحقا به لمنصب ... يستعليان ويلحقان أباهما1
ولئن أبر عليهما فلطالما ... جريا فبذهما وبذ سواهما
فلأمدحنهما بما قد عاينت ... عيني وإن لم أحص كل نداهما
فهما التقيان المشار إليهما ... الحاملان الكاملان كلاها
وهما أزالا عن عريكة ملكه ... نصرا ولاقى الذل من عاداهما
نفيا ابن أقطع بعد قتل حماته ... وتقسمت أسلابه خيلاهما
والحارث بن سريج إذ قصدوا له ... حتى تعاور رأسه سيفاهما
أخذا بعفو أبيهما في قدرة ... إذ عز قومهما ومن والاهما
ومزاوجة الشعراء في هذا النماذج من المدائح بين معاني المديح الموروثة والمستحدثة واضحة، وإن غلبت عنايتهم بالصفات الجاهلية على عنايتهم بالصفات الإسلامية في مدحه دون أخرى. فمثلا تطغى المعاني التقليدية في مدحتي كعب الأشقري، وحاجب بن ذبيان المازني ليزيد بن المهلب، ومدحة أبي الجويرية للجنيد، ومدحتي ابن عرس وأبي نميلة لنصر بن سيار. فقد اهتم هؤلاء الشعراء بإبراز شدة احتمال ممدوحيهم في النزال والطعان، ومروءتهم وكرمهم في قرى الضيفان، وأنسابهم التي تميزوا بها عن الأقران، وتظهر المعاني التجديدية في مدحتي الفرات الشني لقتيبة بن مسلم ويزيد بن المهلب، ومدحة عبد الملك بن سلام السلولي لابن المهلب، ومدحة أبي البريد لأسد القسري، ومدحة ثابت قطنة لنصر بن سيار، إذ كشفوا فيها عن مواساة هؤلاء العمال للفقراء، وبرهم بالضعفاء، وعن اشتغالهم بأمر الناس والجنود، وعملهم من أجل توفير الضرورات لهم، وحمياتهم من خطر العدو، وعن سهرهم على حراسة الثغور، وذبهم عن المسلمين، وجهادهم لتحقي هذه الغايات جهادا
1 المنصب من الخيل: الذي يغلب على خلقه نصب عظامه حتى ينتصب منه ما يحتاج إلى عطفه.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 173