نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 233
فإن يك دغفل أمسى رهينا ... وزيد والمقيم إلى زوال1
فعندكم ابن بشر فاسألوه ... بمرو الروذ يصدق في المقال
ويخبر أنه عبد زنيم ... لئيم الجد من عم وخال2
بل إنه كان لا يتورع عن هجاء زعماء قبيلته إذا انحرفوا عن محاباة أفرادها بعض الانحراف، وأشركوا غيرهم في أصغر الوظائف، فقد كان يعتقد بوجوب احتكار الأزد لكل منصب وسلطان، ونفع، ما دام الأمير منهم. وخير شاهد على ذلك أن المهلب استعمل وكيع بن الدورقية الخوزستاني على عمل من أعمال خراسان، فاحتج ثابت عليه، وسفه رأيه، مدعيا أنه قدم مولى من الموالي على ابني قبليته، ووضعه في مركز لا يستحقه، يقول3:
ما زال رأيك يا مهلب فاضلا ... حتى بنيت سرادقا لوكيع
وجعلته ربا على أربابه ... ورفعت عبدا كان غير رفيع
لو را أبوه سرادقا أحدثته ... لبكى وفاضت عينه بدموع
كذلك كان يؤمن بأن وحدة الدم بين أفراد قبيلته تفرض عليهم أن يكونوا متعاونين متناصرين، وتلزم القبيلة نفسها بمساندة أي فرد منهم سواء كان ظالما أو مظلوما. وأصدق دليل على ذلك أنه استنصره في حال بعض أفراد قبيلته، فلم ينصره، فعتب عليه، وراح يلوح بأنه إنما تسامى عن الطعن فيه، وهو ابن قبيلته، تأسيا بأبيه الذي كان يمسك عن توبيخها إذا فرط أحد أبنائها في حقه، وإلا فإنه لا يحتمل الأذى من أي إنسان، يقول4:
تعففت عن شتم العشيرة إنني ... وجدت أبي قد عف عن شتمها قبلي
1 دغفل: هو دغفل بن حنظلة من بني حنظلة من بني ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن بكر بن وائل. كان أعلم أهل زمانه بالأنساب. وزيد: هو زيد بن الكيس النمري. وهو يقارب دغفلا في العلم بالأنساب.
2 الزنيم: الدعي.
3 البيان والتبيين 3: 252.
4 الأغاني 14: 281.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 233