نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 264
إذا لم يعطنا نصفا أمير ... مشينا نحوه مثل الأسود
فمهلا يا يزيد أنب إلينا ... ودعنا من معاشرة العبيد
نجيء فلا نرى إلا صدودا ... على أنا نسلم من بعيد
ونرجع خائبين بلا نوال ... فما بال التجهم والصدود
وندد أيضا باليمنيين من أصحاب أسد القسري عندما أبصرهم يتهالكون على الهدايا يوم المهرجان ببلخ، ويجتمعون لها، ويختفون في المآزق ويتضاءلون فيها، يقول1:
تقلون إن نادى لروع مثوب ... وأنتم غداة المهرجان كثير2
إما الرثاء، فقليل فيما وصل إلينا من شعره، إذ لم يرو القدماء منه سوى مقطوعته البائية في رثاء المهلب، وسوى أبيات أخرى رثى بها أخاه، وهو يصف فيها حرقته ولهفته عليه، وما أصابه من الانكسار والهوان بعد وفاته، فقد كان له السند والمرشد في كل نازلة ونائبة، يقول3:
عتبان قد كنت امرءا لي جانب ... حتى رزيتك والجدود تضعضع4
قد كنت أشوس في المقامة سادرا ... فنظرت قصدي واستقام الأخدع5
وفقدت إخواني الذين بعيشهم ... قد كنت أعطي من أشاء وأمنع
فلمن أقول إذا تلم ملمة ... أزني برأيك أم إلى من أفزع
فليأتين عليك يوم مرة ... يبكى عليك مقنعا لا تسمع6
1 الطبري 9: 1638.
2 المثوب: الراجع من المعركة.
3 شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 2: 952.
4 الجدود: الحظوظ. وتتضعضع: تنحط بعد ارتفاع، وتعوج عقب الاستواء.
5 الأشوس: الرافع رأسه كبرا. والأخدع هنا: العنق.
6 مقنعا: مسجى مستور الوجه.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 264