responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 282
في الخفاء، ولا يختلس النظر إلى بيوت الناس، ولا يذمهم، خشية من عقاب الله، فإنه مطلع على كل شيء، محيط بكل غيب، يقول1:
أعوذ بالله من حال تزين لي ... لوم العشيرة أو تدني من النار
لا أقرب البيت أحبو من مؤخره ... ولا أكسر في ابن العم أظفاري2
إن يحجب الله أبصارا أراقبها ... فقد يرى الله حال المدلج الساري3
وهو يدعو الرفيق إلى التغاضي عن هنات رفيقه وسقطاته، فليس من إنسان كامل في الوجود، والصاحب يحتاج إلى صاحبه، ولكنه يحترز من الخليل المتغير المتقلب، الذي يبدي خلاف ما يضمر، يقول4:
خذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه ... ولا تك في كل الأمور تعاتبه
فإنك لن تلقى أخاك مهذبا ... وأي امرئ ينجو من العيب صاحبه
أخوك الذي لا ينقض النأي عهده ... ولا عند صرف الدهر يزور جانبه
وليس الذي يلقاك بالبشر والرضا ... وإن غبت عنه لسعتك عقاربه
ويضرب مثلا على ذلك معاملته لصديقه، فهو ينزل به منزلة نفسه، وهو يقسم له في راحلته ومؤونته، وهو يذهب إلى أن إحسانه إليه لا يجعل له يدا عليه، فإن اليد إنما تكون لصديقه لأنه قبل المعروف منه، يقول5:
إذا ما رفيقى لم يكن خلف ناقتى ... له مركب فضل فلا حملت رحلى
ولم يك من زادي له نصف مزودي ... فلا كنت ذا زاد ولا كنت ذا رحل

1 الكامل للمبرد 1: 103، والحماسة البصرية 2:55.
2 لا أقرب البيت أحبو من مؤخرة: أي لا أتيه لريبة. ولا أكسر في ابن العم أظفاري: أي لا أغتابه.
3 المدلج: الذى يسير أول الليل.
4 أمالي القالى: 2: 227، والحماسة البصرية 2: 70.
5 الحماسة البصرية 2: 38.
6 المزود: وعاء الزاد.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست