نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 286
وقد حسنت حاله بعد نزوله بخراسان، إذ أخذ يمدح المهلب ويحظى بجوائزه[1]، كما أصبح جنديا نظاميا يتقاضى راتبا ثابتا، ويفوز بنصيب من الغنائم. واشتبك في معركة هجائية مع ثابت قطنة، كان سببها حسد ثابت له على اهتمام ابن المهلب به، وسوقه الصلات الكبيرة إليه. ولقبه بحاجب الفيل[2]. واستمرا يتبادلان الهجاء إلى سنة ست ومائة[3]. وبعد هذا التاريخ لا نظفر بشيء من أخباره، ولا نعرف نهايته ومصيره.
ولم يذكر القدماء أن حاجبا كان له ديوان مفرد، ولكنهم ذكروا أن شعره كان مجموعا في أشعار بني مازن[4]. واحتفظ ياقوت الحموي بمختارات منه، دون أن ينص على جامعه أو جامع أشعار بني مازن. والمعروف أن أبا سعيد السكري هو الذي صنع أشعار بني تميم[5].
ويصح أن نوزع ما بقي من شعره مفرقا في المصادر المختلفة بين موضوعين كبيرين: الأول الشعر القبلي والسياسي، وهو يشتمل على مدائحه وفخرياته، والثاني الشعر الذاتي، وهو يشتمل على كل ما قاله في العتاب، والاستنجاد، والرثاء والهجاء، والحنين إلى الوطن.
أما مدائحه فأكثر ما نقل إلينا منها في الثناء على يزيد بن المهلب، ولعله أنشده أولها وأطولها بعد وصوله إلى خراسان. فهو يصف فيها رحلته الطويلة إليه، وما أمله من الخير فيه، وهو فرس، ودرع، وسيف، ورمح، ويقول أبو الفرج الأصفهاني إنه وهبه كل ما طلب، وأمر له بألفي درهم. وهي تتوالى على هذا النحو6: [1] الأغاني 14: 265. [2] الأغاني 14: 264، وجمهرة أنساب العرب ص: 211. [3] الطبري 8: 1480، 1486، وابن الأثير 5: 132، 150. [4] ياقوت 2: 657، 3: 590. [5] مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية، للدكتور ناصر الدين الأسد ص: 546.
6 الأغاني 14: 264.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 286